رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
وأخواتك إيه
دخلت سميرة وسارت باتجاه الأريكة لتجلس فوقها وتجيب عليها
_ زي الفل وبيسلموا عليكي
فوزية في وجه مبتسم
_ الله يسلمهم .. أنا هروح اعملك حاجة تشريبها
أمسكت بذراع فوزية توقفها هاتفة في رفض تام
_ لا والله ما تعملي حاجة .. هو أنا غريبة .. أنا جاية اطمن عليكي مش اتعبك
_ اقعدي بس ياخالتي والله ما له لزمة .. متتعبيش نفسك
تنهدت فوزية بعدم حيلة ويأس ثم جلست بجوارها تحدجها بعتاب بينما الآخرى فملست على كتفها بلطف وهتفت في فضول
_ ألا صحيح هي مهرة سابت الشغل مع الحج سمير
فوزية بإيجاب في بساطة
حكت سميرة ذقنها وقالت بحيرة
_ أصل أنا استغربت لما سمعت طراطيش كلام كدا .. أن الحج سمير قال طردها من المكتبة عشان الكلام اللي داير عليها في المنطقة
تجهمت ملامح فوزية التي أجابت في صدمة
_ طردها !!!
هتفت سميرة في استغراب ودهشة
فوزية في حدة وقد أظلمت نظرات عيناها پغضب
_ اتكلمي ياسميرة كلام إيه ده اللي داير على بنت ابني !!!
رمقتها سميرة في خوف مترددة من أن تسرد عليها كل شيء يدور على الألسن بالمنطقة ولا تدري به لكن نظرات فوزية المشټعلة أجبرتها على الحديث !! ...
فتحت عيناها بخمول وتكاسل .. رغبت بالتحرك لكن ثقل ذراعيه حول جسدها التي لا زالت تحاوطها حتى الآن لم تمكنها من التحرك .. كان يحكم قبضته حولها جيدا بل كان يحتجزها بين أحضانه بالمعنى الحرفي كطفل يحتضن لعبته بقوة أثناء نومه خشية من أن يأخذها أحدا منه خلسة .
نجحت أخيرا في أبعاد ذراعيه عنها ومع تلويها وحركاتها العبثية في الفراش ايقظته .. ففتح عيناه في خمول مماثل لها بالبداية ومجرد وضوح صورتها أمامه وجدته يهمس في شبه ابتسامة وهو يرفع يده ماسحا على شعره
اعتدلت وهبت واقفة من الفراش تجيبه وهي تتجه إلى الحمام
_ صباح النور
تشعر بتحسن كبير عن الأمس حتى حرارتها انخفضت مما جعلها تتمكن من التحرك بخفة وطبيعية على عكس أمس .
غسلت وجهها جيدا بالمياه ثم اتجهت لمياه الدش لتنزع ملابسها عنها وتفتح صنبور الماء الساخنة لتدخل بجسدها أسفلها .. تزيح عنه تعرق وإرهاق الأمس .
بعد تقريبا عشر دقائق خرجت مرتدية روب الحمام الخاص بها البرنس وشعرها تلفه بمنشة صغيرة ترفعه بها لأعلى .. لكنها ارتدت للخلف في فزع حين فتحت الباب ورأته أمامها مباشرة .. وضعت كفها على قلبها تتنفس الصعداء ثم تبعده بلطف من أمامها وتعبر لكنه قبض على رسغها ليوقف ويقترب حتى يقف أمامها مباشرة ثم يمد أنامله يضعها على وجنتها يملس فوقها برفق متفقدا حرارتها ويتمتم
_ عاملة إيه دلوقتي
مازال يتصرف كالأمس .. اعتقدت أنها حالة من الجنون ضړبت بعقله للساعات وسيعود لطبيعته فور استيقاظه .. لكنه كما هو بلطفه ورقته معها .. ماذا يحدث مع ذلك الرجل ! .. هل تلك الأريكة السخيفة تسببت في كل هذا !!!
أجابت جلنار بنبرة هادئة لكن نظراتها تائهة كعقلها تماما
_ الحمدلله احسن من امبارح
انحنى بوجهه عليها يلثم وجنتها في عمق مغمغما
_ الحمدلله
لم تسامحه بعد ولا تريد أن تضعف أمامه بكل سهولة هكذا وبنفس اللحظة لا تريد أن تنفره بقسۏة وجفاء كعادتها بعد تصرفاته الحانية معها بالأمس والآن .. فقالت في لطف ونبرة جادة
_ عدنان ممكن متقربش مني أنا لسا تعبانة وممكن تتعدي وتتعب
غمز لها بنفس نظراته العبثية منذ أمس وقال في مكر
_ خاېفة عليا يارمانتي !
جلنار بغيظ دفين
_ متقوليش يارمانتي بتعصب
عدنان ضاحكا بخفة
_ مش ذنبي إنك شبهها
غضنت حاجبيها باستغراب وهتفت
_ شبه مين !!
_ الرمان يارمانة
هزت رأسها بيأس متنهدة ثم همت بالابتعاد لكن يده مازالت تقبض على رسغها فوقفت بعد خطوتين والتفتت برأسها له للخلف تشير ليدها بأن يتركها .
ثلاث ثواني وشعرت به يسحبها إليه من ذراعها فتصطدم بصدره في قوة ولم يكن ليمهلها اللحظات ككل مرة حتى تدفعه أو تنفره كالعادة بل مال بوجهه عليها وكان على لحظة فقط ويفعلها لولا صوت طرق الباب بيد صغيرته التي تطرق بقوة تتناسب من قبضة