رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
وحنو ثم يهمس بمرارة
_ مش زعلان عليها
________________________________________
ياجلنار .. الحاجة الوحيدة اللي بتقتلني من جوا إنها استغفلتني كل السنين ده وأنا مكنتش حاسس بيها .. اخدت مني حجات كتير مكنتش تستحقها .. والنتيجة في النهاية اكتشف إنها پتخوني
سحبت يدها من قبضته بهدوء تام واشاحت وجهها للجهة الأخرى تجيب في أسى
جعلته يلعن نفسه الف مرة في اللحظة .. قلبه ېتمزق أربا ما بين ألم الخېانة وبين ندمه وبغضه لنفسه اللعېنة على ما اقترفته في حق زهرته الجميلة .. اقترب منها واحتضن وجهها بين كفيه يرفع شفتيه لجبهتها يلثمها بحب وبعد لحظات طويلة يبتعد ويستند بجبهته على خاصتها يهمس أمام وجهها لأول مرة بعاطفة تشعر أنها حقيقية
لا تنكر أنها كانت بحاجة لذلك العناق .. وتعترف أنها اشتاقت له بشدة رغم جميع محاولاتها الكاذبة في إظهار نفورها من لمسته واقترابه منها إلا أن ذلك العناق الحميمي أطفأ القليل من شوقها .. ويؤسفها أيضا الاعتراف بأنها حين تستيقظ في اليوم التالي ستعود لما كانت عليه فلن تمنحه ما يريد بسهولة .. لا مزيد من العطاء فقد حان دوره هو ليريها كيف سيعيطها كما قال .
يجلس آدم وأسمهان حول مائدة الطعام يتناولون وجبتهم الصباحية .. كان هو يأكل بعجلة حتى لا يتأخر وعيناه تنظر كل لحظة والأخرى على أمه التي تعبث في صحنها دون أن تأكل والڠضب يعتلى ملامح وجهها .. فتوقف عن الأكل وهتف
_ مالك ياماما
نظرت له أسمهان بعينان مليئة بالحقد والغل وهدرت ساخرة
_ بقى على آخر الزمن هعتذر أنا من بنت نشأت !!
ابتسم آدم وقال بتعجب
_ هو عدنان طلب منك تعتذريلها ولا إيه !
أسمهان باستياء
_ ده عمره ما عملها وطلب مني قبل كدا اعتذر من فريدة في حاجة .. دلوقتي بيهددني ويقولي لو أنا فارق معاكي هتعتذري منها .. اعتذر من دي !!!
ضحك آدم بصمت وقال بتأييد لأخيه
_ الصراحة حتى أنا اندهشت .. بس مش من فكرة إنك تعتذري لا أن عدنان هو اللي طلب .. وأنا معاه بعد اللي عملتيه أقل حاجة تعمليها تعتذري من جلنار ياماما
صړخت أسمهان بعصبية
_ هو إنت هتعملي زيه كمان !!!!
آدم ببرود أعصاب
_ إنتي غلطتي ولازم تعترفي بكدا يا ماما .. في وسط الحالة اللي فيها ابنك وانتي عايز تخليه يشك إن حتى مراته التانية بټخونه .. كرهك لجلنار مخليكي مش شايفة حاجة قدامك حتى ابنك
ضړبت بقبضة يدها فوق سطح الطاولة وتهدر مشټعلة
_ وكمان برن عليه من الصبح مش بيرد عليا
غرس آدم الشوكة في قطعة الخيار وهو يبتسم ويرفعها لفمه ثم بخرج الشوكة ويضعها بجوار صحنه ليهب واقفا ويقول بخبث قاصدا كل حرف يتفوه به
_ طبيعي ميردش عليكي أنا كلمته ورد عليا عادي .. وطالما قالك تعتذري منها يبقى كان جاد في كلامه وخصوصا إنه عمره ما طلب منك حاجة زي كدا .. فأنا برأى تروحي وتعتذري من جلنار يا ست الكل بدل ما تخسري عدنان بجد
ارتبكت وتوترت من كلماته وبالأخص الأخيرة .. هل حقا قد تخسر ابنها بسبب اعتذار على