الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 211 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


فمها تحدقه بصمت وغيظ في نفس اللحظة حتى قالت بحزم 
_ ليش عم تتطلع فيني هيك !
حاتم بتعجب 
_ أنا عملت حاجة ضايقتك يانادين ! 
هزت رأسها بالنفي تشغل نفسها بسكب المزيد من الماء في الكوب متمتمة 
_ لا ليش 
_ امال بتبصيلي كدا ليه !!! 
تجاهلت سؤاله وردت عليه بجفاء 

_ بدي ارجع كاليفورنيا بكرا 
ضيق عيناه باستغراب من نبرتها وطلبها الذي لم يكن كطلب أبدا بل أمر .. لكنه رغم ذلك رد عليه بخفوت في لطف 
_ كلها يومين أو اكتر ونخلص الشغل اللي جينا عشانه وبعدين نرجع تاني 
صاحت به پغضب مفاجيء 
_ بدي ارجع وحدي ياحاتم .. إنت حابب تضل هون على راحتك تصطفل ما الي دخل فيك 
رفع حاجبه بدهشة من صياحها به وڠضبها الغريب .. هي منذ أمس تتصرف بشكل مريب معه .. تجيب عليه بردود مختصرة واحيانا لا تجيب أساسا .. لكن طفح الكيل فلم يعد يحتمل فحتى هو لديه مخزون من الصبر والهدوء .
اندفع نحوها يقطع المسافات التي بينهم يهمس أمام وجهها بنظرة محذرة 
_ وطي صوتك ومتزعقيش 
ضحكت ساخرة وهدرت بعدم خوف 
_ جد والله !! .. لك رعبتني يا حاتم .. اتطلع شوف ايدي كيف عم ترجف من الخۏف 
رفعت كفها أمام وجهها تريه ارتجافه المزيف عمدا منها .. فجعلته يشتعل أكثر من الاستياء وحدجها بنظرات ممېتة يهتف في تحذير 
_ بلاش تستفزيني يا نادين 
التهبت وتحولت إلى حمراء من فرط الغيظ لتصيح به في غيرة واضحة 
_ لسا عم تضلك تحبها لحد هلأ مو هيك !!! 
ارتخت عضلات وجهه المتشنجة وغضن حاجبيه بعدم فهم يجيب 
_ هي مين دي ! 
_ جلنار يا حاتم 
لم تحصل على إجابة منه فقط تراه يستمر في التحديق بها باستغراب لا يفهم كيف وصل الأمر لجلنار وحبه لها .. فانفعلت عليه وعادت تصيح 
_ رد عليا .. عم تحبها ولا لا 
بنبرة خشنة وقوية أجاب 
_ كنت بحبها .. دلوقتي جلنار بنسبالي صديقة مش اكتر 
خمدت ثورتها بلحظة وتراقص قلبها فرحا وكانت ستنطلق ابتسامة على شفتيها لولا أنها منعتها وردت عليها بحزم مزيف تسأل في فضول 
_ شفتك ماسك صورة بإيدك فوق .. لمين هاي الصورة 
انحنى بوجهه عليه يهمس في ابتسامة غامزا 
_ بحب غيرتك عليا أوي 
نظراته وهمسه الماكر اخجلها بشدة فلم تتمكن من الرد عليه حتى .. فقط شعرت بالحرارة ترتفع من أسفل قدميها حتى أعلى رأسها .. وكانت ستفقد وعيها عندما وجدته يقترب أكثر بتريث حتى يوهمها بأنه سيقبلها وعند وصوله للحظة الحاسمة انحرف بشفتيه نحو وجنتها يضع القبلة فوقها يهمس في عاطفة جياشة 
_ قلبي أساسا مبقيش ملكي عشان اتحكم فيه وابص لأي بنت
توقف عقلها عن العمل تسمعه يتحدث لكنها لا تتمكن من فهم من يقوله .. الشعور المهين عليها اقوى من أي شيء يجعلها لا تشعر بقدميها بل جسدها كله .. وبمجرد ابتعاده عنها وهو يبتسم استندت بكفيها مسرعة على رخامة المطبخ خلفها حتى لا تسقط وعلقت نظرها عليه تراه يغادر المطبخ وقبل أن ينصرف تماما هتف بثغر مبتسم في ساحرية 
_ دي صورة ماما 
اكتفت بابتسامتها البلهاء له تحاول جمع نفسها الذي بعثرها ذلك المنحرف والماكر وفور رحيله دفنت وجهها بين ثنايا كفيها تضحك وتزفر بتوتر شديد ! ...
تنزل الدرج بهدوء عاړية القدمين وترتدي منامتها الليلية القصيرة .. وعند وصلها لبداية الدرجة من الأعلى رأته يجلس على الأريكة كعادته يرجع برأسه للخلف على ظهر الأريكة ويتطلع في السقف مهموما .. أمعنت النظر به لدقيقتين تخوض حربا مع قلبها وعقلها .. العقل يرفض الاستسلام ويستمر في عرض كل أفعاله معها حتى يزيد من جفائها .. بينما قلبها يتوسل أن توقف عقابها له مؤقتا وتذهب إليه .
أثرت بالأخير الاستماع لعقلها واستدارت نحو الدرج حتى تصعد مرة أخرى .. لكن قبل أن تخطو فوق أول درجة توقفت قدمها بسبب صړاخ قلبها الذي ېعنفها بقوة .. فتنهدت مغلوبة وقررت تهدئة ذلك القلب حيث عادت من جديد تكمل نزولها الهاديء إلى الأسفل وسارت نحوه ثم جلست بجواره على الأريكة تهمس 
_ مالك 
عدل وضعية رأسه ونظر لها مبتسما على اهتمامها بأمره ثم غمغم 
_ مفيش حاجة .. مرهق شوية من الشغل 
مصمصت شفتيها بتردد قبل أن تهتف بحيرة 
_ يعني مفيش حاجة مضايقاك 
اتسعت ابتسامته أكثر ليجيب عليها بنظرة دافئة 
_ لا مفيش .. بتسألي ليه !
جلنار بخفوت 
_ اصل تقريبا كل يوم بشوفك قاعد كدا يأما هنا أو في الجنينة برا
أخذت نفسا عميقا قبل أن تستكمل بخنق ملحوظ 
_ يعني اقصد من وقت ما عرفت حقيقة فريدة
فهم ما تلمح له فتلاشت ابتسامته ومد كفه الكبير يضعه فوق كفها يحتضنه برفق
 

210  211  212 

انت في الصفحة 211 من 275 صفحات