الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 203 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


الخلف هامسا بالقرب من أذنها 
_ جهزي نفسك بليل عشان نروح خطوبة زينة 
فزعت قليلا من صوته المفاجيء خلفها والتفتت برأسها له تتطلعه مدهوشة ثم هدرت أخيرا بعد لحظات من الصمت 
_ هو إنت رايح !!
حرك حاجبيه بمعنى لا واجاب عليها في لطف 
_ كنت ناوي إني مروحش مليش مزاج احضر افراح يعني .. بس بما إنك إنتي والأميرة الصغيرة حابين تروحوا .. خلاص هروح عشانكم 

رفعت حاجبها بابتسامة ماكرة .. تفهم جيدا محاولاته في نيل رضاها وتلافي أخطائه بكل الطرق المتاحة أو تعويضها بمعنى أدق .. ولكن يؤسفها أن تعترف بأن جميع محاولاته البائسة لن تطفيء نيرانها بسهولة .
ردت عليه بجمود تام 
_شكرا 
لم يعقب على جمودها معه فهذا هو المتوقع ولو فعلت العكس سيكون الأمر ليس طبيعي بالنسبة له.. ابتسم بحنو وهم بأن ينحنى عليها ليقبلها من شعرها وهو يهمس 
_ العفو يارمانتي 
لكنها رجعت برأسها للخلف فورا قبل أن ټلمسها شفتيه وقالت بنظرات مشټعلة 
_ عدنان ! 
تلاشت ابتسامته وهز رأسه لها بتفهم حتى لا يغضبها أكثر ثم غمغم بهدوء 
_ لو عوزتي حاجة لغاية بليل كلميني 
أماءت برأسها في إيجاب ومعالم وجه حازمة بينما هو فأصدر زفيرا حارا قبل أن يستدير وينصرف .
في تمام الساعة الثامنة مساءا ........
يجلس على المقعد

________________________________________
بالأسفل وفوق قدميه تجلس صغيرته التي ترتدي فستان قصير ورائع يناسب حجمها وطولها ومن اللون الوردي مزخرف بنقوش صغيرة على شكل فراشات من نفس لونه .. كانت تتحدث مع أبيها بمرح وصوت ضحكتها الطفولية ترتفع في أرجاء المنزل .. تارة هو يبادلها الضحك وتارة يكتفى بابتسامته ويتولى هو مهمة مداعبتها .
رفع رسغه لمستوى نظره يتفقد الساعة حول يده فتأفف بنفاذ صبر وانزل هنا من فوق قدميه وهو يهتف 
_ خليكي هنا يابابا هروح اشوف ماما اتأخرت ليه
أماءت له بالموافقة وتابعته وهو يصعد الدرج حتى اختفى عن انظارها .
فتح باب الغرفة ودخل وكان على وشك أن يتحدث لولا أنه بلع كلماته في حلقه فور رؤيته لها تأملها بإعجاب للحظات .. فقط حبست أنفاسه بذلك الفستان الذي ترتديه وشعرها الذي تترك حريته لينسدل على كتفها العاړي .
هام بها ولم يسمعها جيدا حتى عندما قالت له وهي تلقي نظرة أخيرة على مظهرها أمام المرآة 
_ أنا خلصت خلاص دقيقتين وهنزل وراك 
ثواني طويلة نسبيا مرت وهو لا يزال يتأملها في ذلك الفستان المثير .. لكن اشتعلت نيران الغيرة في صدره حين انتبه لذراعين الفستان المنسدلين حتى منتصف كتفيها مما جعل كل من كتفيها والجزء العلوى من صدرها عاري .. فسمعته يهتف بحدة ونظرة مشټعلة 
_تنزلي فين إنتي عايزة تطلعي بالشكل ده ! 
ضيقت عيناها بحيرة من جملته ثم عادت تتفقد مظهرها مرة أخرى أمام المرآة بتشكك هامسة 
_ ماله شكلي ! .. هو الفستان وحش ! 
عدنان پغضب بسيط 
_ غيري الفستان ده ياجلنار والبسي واحد كويس 
جلنار بعناد وغيظ من لهجته الآمرة 
_ مش هغيره أنا عاجبني 
أثارت سخطه أكثر حيث أجابها بعينان ڼارية 
_ وأنا قولت هتغيريه مش هتخرجي بيه يامدام .. ضهرك وكتفك وصدرك عريان وعايزة تطلعي كدا !!! 
لم تبالي بنظراته الڼارية لها وهتفت بإصرار في برود 
_ مش هغيره .. إنت حتى لبسي هتتحكم فيه !
استشاط غيظا والتهبت عيناه من فرط الانزعاج والغيرة فاندفع نحوها يلف ذراعه حول خصرها ليجذبها إليه وبيده الأخرى يلفها خلف ظهرها تحديدا عند سحاب الفستان ليمسك به ويسحبه للأسفل بقوة .
تململك بين قبضته وهي تشهق بدهشة من فعلته وتحاول دفعه صائحة 
_ بتعمل أيه ابعد !!
عدنان بهمس مخيف وعينان تعطي إنذار أحمر 
_ بساعدك تغيريه بما إنك مش عايز تغيريه بالذوق 
جلنار بعصبية وهي تحاول دفعه بعيدا عنها 
_ عدنان ابعد عني احسلك .. بقولك ابعد م.....
توقفت عن الكلام حين شعرت بيده تمسك بذراع الفستان لينزله .. هو لا يمزح سينزع الفستان عنها بنفسه لو استمرت في العناد .. ابتلعت ريقها بارتباك وصاحت مسرعة باستسلام قبل أن يتمادى أكثر 
_ خلاص هغيره 
توقف وهو يبتسم بلؤم ثم رد عليها بخفوت مريب 
_ أيوة كدا شطورة يارمانتي .. هستناكي برا خمس دقايق وتكوني خلصتي عشان اتأخرنا 
ثم تركها واستدار لخارج الغرفة بينما هي فضمت ذراعيها عند صدرها حتى لا يسقط الفستان وبداخلها تشتمه في ڠضب وغيظ .
نزعت عنها الفستان وارتدت آخر كان لونه من نفس لون فستان ابنتها .. هذه المرة كان بحمالات عريضة تنزل بفتحة مثلثية عند الصدر لكنها لا تظهر داخلها وظهرها من الخلف لا يظهر منه شيء .. عندما انتهت وخرجت من الغرفة كان هو يقف بجانب الباب ينتظرها .. القى عليها نظرة متفحصة من أعلاها لأسفلها دون أن يعقب بينما هي فكانت تتطلع إليه بقرف وازدراء
 

202  203  204 

انت في الصفحة 203 من 275 صفحات