الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 202 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


هدر 
_ طيب تعالي يلا نطلع فوق لأن حتى أنا عايز أنام 
جلنار بعناد وغيظ 
_ لا أنا مش عايزة أنام .. اطلع إنت براحتك 
زفر بعدم حيلة مبتسما وبقى جالسا مكانه ثم أمسك بهاتفه وبدأ يتصفح به .. وهي تجاهد بكل قوتها حتى لا تنغلق عيناها وتنام .. تخترق عيناها الهاتف معه تشاهد ما يشاهده في محاولات بائسة منها حتى تطرد النوم من عيناها لكن دون جدوي .. ودون أن تشعر انغلقت عينيها تدريجيا رغما عنها وبعد لحظات قصيرة مالت برأسها بلا وعي على كتفه معلنة خروجها في رحلة نومها القصيرة .

الټفت برأسه قليلا للجانب بعد أن احس برأسها فوق كتفه تأملها لدقيقة في أسف ثم انحنى بشفتيه عليها يطبع قبلة دافئة فوق مقدمة جبهتها وبأنامله يملس على شعرها في لطف هامسا في ندم 
_ مش عارف هقدر اخليكي تسامحيني ولا لا .. طول الأربع سنين وأنا كنت مهملك ومدتكيش حقك وظلمتك عشانها .. وهي كانت پتخوني وفي حضڼ راجل غيري .. كنت مغفل وغبي لدرجة اللي خلتني مكتشفش خيانتها ليا طول السنين دي .. لو كانت طعنتني پسكينة كان المها هيكون اهون من اللي حاسس بيه دلوقتي .. صدقيني أنا لو ندمان على حاجة فهي خسارتي ليكي .. سامحيني ياجلنار .. أنا آسف يارمانتي 
عاد يلثم جبهتها مرة أخرى بقبلة مطولة يستنشق رائحتها بقوة وبدون سابق إنذار سقطت دمعة متمردة من عيناه .. دمعة ألم وندم رآها تحرك رأسها بعفوية وټدفن وجهها بين ثنايا رقبته فټضرب أنفاسها الدافئة والرقيقة بشرته الخشنة .. اغمض عيناه حتى يتحكم بالشعور الذي داهمه للتو وفورا اعتدل في جلسته قبل أن يزداد الأمر سوءا لف ذراع خلف ظهرها والآخر في منتصف قدمها يحملها على ذراعيه ويتجه بها نحو الدرج قاصدا غرفته وهو يتمتم 
_ شكلي أنا اللي هقولك متقربيش مني بعد كدا
استمر في صعود الدرج حتى انتهي وسار في الردهة المؤدية لغرفتهم وفتح الباب بقدمه ليدخل ويتجه بها نحو الفراش ثم ينحني للأمام قليلا ويضعها برفق فوقه ويسحب الغطاء على جسدها .. فتحت هي جزء من عيناها تتطلع إليه بنعاس وعدم ادراك للوضع لكن حين أظلمت الغرفة انتبهت حواسها وهتفت بنعاس وضيق 
_ افتح النور 
_ أنا قاعد معاكي ياجلنار مټخافيش 
سمعت صوته فقط ولم تدرك ما يقوله حتى أنها لم تعلق مرة أخرى على الضوء واستسلمت لسلطان نومها .
فتح عيناه بصباح اليوم التالي عندما تسلل الضوء لعينه مسببا له الإزعاج .. الټفت برأسه للجانب فلم يجدها بجواره .. استقام جالسا ونزل من الفراش وكان سيهم بالذهاب للحمام لولا أن صوت رنين هاتفه أوقفه .. عاد خطوتين للخلف والتقطه يجيب على المتصل بحزم 
_ الو 
_ أيوة ياعدنان بيه .. نادر ملوش أي أثر 
أجاب عليه بغلظة صوته الرجولي 
_ طيب خلاص اقفل دلوقتي 
انهي معه الاتصال وغمغم لنفسه بعينان تلمع بوميض شيطاني مخيف 
_ هتفضل مستخبي مني زي لغاية امتى يعني مسيري هجيبك
القى بالهاتف على الفراش في عدم مبالاة وسار نحو الحمام حتى يأخذ حمامه الصباحي قبل أن يغادر المنزل .. وبعد دقائق طويلة نسبيا خرج من الحمام وهو يرتدي بنطال فقط ويترك قطرات الماء تتساقط من شعره فوق صدره العاړي .. وصل إلى خزانته وأخرج ملابسه ثم بدأ في ارتدائها وبعد برهة من الوقت انتهي وغادر الغرفة ومنها إلى الدرج حيث نزل درجاته على عجلة وهو يتفقد ساعة يده .
وثبت هنا من مقعدها أمام التلفاز مسرعة فور رؤيتها لأبيها وهرولت نحوه تتعلق به في فيحملها هو فوق ذراعيه يلثم شعرها بحب متمتما 
_ صباح الخير ياهنايا 
هنا بإشراقة وجه ساحرة 
_ بابي هنروح بليل فرح خالتو زينة 
عدنان باستغراب وهو يبتسم لها 
_ مين قالك إن الفرح النهارده ! 
هنا بعفوية وهي تزم شفتيها بيأس 
_ مامي بس قالت إنت مش هتوافق ! 
رمقها بدفء وحنو فيغمز بمداعبة هامسا 
_ إنتي عايزة تروحي 
أماءت برأسها في إيجاب بابتسامة تملأ وجهها الصغير ثم وجدته يعود ليسألها بترقب أكثر 
_ ومامي 
هنا بخبث طفولي جميل محاولة إخفاض نبرة صوتها 
_ أيوة عايزة تروح تمان كمان 
سكت لبرهة يتصنع التفكير وهو يبتسم لها بمكر ومشاكسة ثم يتنهد بالأخير مغلوبا على أمره 
_ خلاص هنروح 
صاحت بفرحة غامرة وتعلقت برقبته في قوة هاتفة 
_ بحبك أوي يابابي 
_ وأنا كمان بحبك أكتر ياروح بابي 
طبع قبلة ناعمة فوق وجنتها ثم انزلها من فوق ذراعيه وغمز لها قبل أن يستدير ويتجه نحو غرفة الصالون .. فتح الباب وألقى نظرة بعيناه أولا وعندما تأكد من وجودها دخل واقترب منها بخطوات متريثة .. وقف خلف مقعدها تماما واستند بكفيه فوق الحافة العلوية من المقعد ينحنى عليها قليلا من
 

201  202  203 

انت في الصفحة 202 من 275 صفحات