الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 191 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


وهمس باسما 
_ كبرت وبتديني نصايح كمان يا آدم ! 
بادله الابتسامة وهو يجيب عليه بصوت رخيم 
_ لا دي مش نصايح يا Boss أنا بقولك الحقيقة اللي إنت مكنتش شايفها 
اكتفى بابتسامته الباهتة فاستكمل الآخر باهتمام 
_ مش هسألك عرفت مكانهم ولا لا عشان أكيد لقيتهم .. بس قولي عملت فيهم إيه ! 

_ نادر هرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني 
_ وفريدة ! 
عدنان بنظرات ڼارية 
_ لا دي عقابها مختلف معايا 
تنهد آدم الصعداء براحة بعد أن فهم أنه لا ينوي أن يأذيها وهمس 
_ كويس إنك معملتش فيها حاجة 
عدنان بنظرات تنبع بالشړ والغل 
_ بس قصاد كدا هخليها تدوق العڈاب أشكال والوان
في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل ......
فتح باب المنزل ودخل .. ولم يكن المنزل هادئا كالعادة كما اعتاد أن يجده بكل ليلة .. بل الأصوات المنبعثة من المطبخ أثبتت له أنها مازالت مستيقظة .. نزع حذائه بجانب الباب وتحرك في اتجاه المطبخ بخطوات متريثة بينما صوت خطواتها وتحركها فكان يصل لأذنه ويشعر به كأنه يراها أمام عيناه .
وصل أخيرا ووقف عن الباب يتطلع لها بصمت وهو يراها تمسك پسكين وتقوم بتقطيع الخيار وترتدي إحدى قمصان النوم خاصتها القصيرة لم يمر الكثير من الوقت وهو يتأملها حتى هتف بصوت رخيم 
_ بتعملي إيه 
انتفضت في وقفتها بفزع وسرعان ما التفتت بجسدها كاملا له تقول بصوت مزعور 
_ إنت إمتى جيت !! 
انتظرت أن يجيب عليها لكنه كان ينظر بجمود وبعيناه الثاقبة فتنهدت والتفتت بجسدها مرة أخرى توليه ظهرها وتهمس 
_ جعت وبعمل أكل ليا تحب اعملك معايا 
لم تسمع رد منه أيضا سوى الصمت .. لحظات معدودة وشعرت به يتقدم نحوها في خطوات مدروسة .. يقترب ويقترب لا تنكر إن اقترابه المتريث هذا اربكها وخصوصا عندما وجدته يقف بجوارها تماما شبه ملاصقا لها ويجذب من يدها السکين هاتفا بخفوت يحمل بحة صوته الرجولية المريبة 
_ خبيتي عني ليه 
رفعت رأسها لها وتطلعت في عيناه القوية .. ياله من جبار رغم خړاب نفسه بعد

________________________________________
كشفه لخېانة فريدة له إلا أنه يتفنن في إظهار القوة والشموخ أمامهم وكأن ما حدث لم يحدث .. طالت النظر في وجهه بثبات ثم مدت يدها وسحبت السکين من يده وعادت تكمل تقطيع الخيار هامسة 
_ مكنتش هتصدقني ! 
جذب السکين مرة أخرى من يدها لكن هذه المرة كانت پعنف وهو يجيب عليها بصوت غليظ 
_ ومجربتيش ليه 
رغبت في أن تجذب السکين من يده وهي ترمقه بحدة وتجيب عليه بغيظ لكنه رجع بيده خلف ظهره يمنعها من أخذ السکين 
_ عشان مكنش عندي استعداد استحمل كلامك الفارغ لو مصدقتنيش .. كانت هتحصل مشكلة كالعادة وأنا مليش مزاج اخش في جدال معاك وكنت ممكن تتهمني وتقولي إني غيرانة منها عشان كدا بقول إنها بتخونك
عدنان بنظرات مستاءة وصوت بدأ يصبح خشنا 
_ فتروحي تقولي لآدم ومتقوليش ليا 
_ أنا مقولتش لآدم هو اللي صمم إني اقوله لأنه كان شاكك في تصرفات فريدة زيك وزي وزينا كلنا ولما حس إني عارفة حاجة أصر إني اقوله 
أخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على انفعالاته واجابها بشبه ابتسامة ساخرة ظهرت على شفتيه 
_ طبعا إنتي شمتانة فيا دلوقتي !
هزت رأسها بالنفي بعد لحظات عابرة من الصمت وهدرت 
_ تؤتؤ مش شمتانة .. بالعكس أنا عارفة كويس أوي احساس إنك تتطعن في ضهرك .. احساس إنك تدي الخير ومتاخدش غير الشړ .. تمنح الحب وتحصل على الكره .. وإنت دلوقتي حاسس بكدا .. زي .. أنا في اللحظة دي بس اقدر اقولك بقينا متعادلين ياعدنان
رمقها بنظرة مطولة وآخر كلماتها تردد في أذنه بقينا متعادلين .. ألقت الغاز بتلك الكلمات وكان يتوجب عليه هو إيجاد الحل .. هي من أعطته الخير ولم تأخذ سوى الشړ .. منحته الحب وحصلت على الكره .. وحين لجأت لأبيها طعنها بظهرها وسلمها له عقدوا اتفاقيات دنيئة بينهم حتى يحصل هو عليها ويحصل أبيها على أمواله ومكانته .. هم الآن في خط التعادل فعليا ولكن الحقيقة أنها هي الرابحة ! .
انتهت من تقطيع الخيار وكذلك طعامها كله فحملت الصحون فوق يديها وخرجت بهم تاركة إياه يقف متسمرا كالصنم .. خرج خلفها بعد لحظات لكنه ذهب لغرفته ليأخذ حماما دافيء .. وبعد دقائق طويلة خرج وهو يلف نصفه السفلي بالمنشفة الكبيرة وبيده المنشفة الصغيرة يجفف بها شعره .. وجدها تقف أمام المرآة تقوم بتسريح شعرها بعد أن انتهت من تناول طعامها تأملها لثواني ثم القى بالمنشفة التي بيده على الفراش واقترب منها .. تركت هي الفرشاة وهمت بأن تستدير وتتجه للفراش حتى تخلد للنوم .. لكن تجمد جسدها بأرضه حين شعرت بذراعه يلفه
 

190  191  192 

انت في الصفحة 191 من 275 صفحات