رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
بحذر شديد ثم اغلق الباب واتجه لباب مقعده ليفتحه ويستقل به واستقلت سهيلة بالمقعد الخلفي بجوار صديقتها ثم هتفت بتساءل
_ هرب !
حرك محرك السيارة وانطلق بها وهو يجيب عليها پغضب
_ ايوة ركب الميكروباص وهرب بس هجيبه هيروح مني فين يعني
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد أحد البرامج الترفيهية وإذا بها تسمع صوت رنين هاتفها يصدع من الغرفة بالداخل فاستقامت واقفة واتجهت للغرفة والتقطت الهاتف الملقي فوق الفراش ثم حدقت في الشاشة تقرأ اسم المتصل نشأت الرازي .. أصدرت زفيرا حارا بخنق ثم اجابت عليه باقتضاب
نشأت بنبرة دافئة
_ عاملة إيه يابنتي
جلنار في جفاء
_ كويسة يا نشأت بيه .. خير إيه سبب الاتصال !
صعب عليه أن تناديه ابنته باسمه دون أن تقول أبي كما اعتاد أن يسمع اسمه منها هكذا .. فتنهد بيأس وغمغم في ندم
_ كفاية ياجلنار .. صدقيني يابنتي أنا ندمان على كل حاجة كرهك ليا بېقتلني ومش قادر استحمل اشوفك مش طيقاني كدا
نشأت بخزي وصوت مبحوح
_ عندك حق أنا غلطت وكنت استاهل كل حاجة واستاهل عقابك ليا بس كفاية يابنتي عشان خاطري سامحيني
_ ياريت بس مش قادرة اسامحك للأسف .. إنت حتى محاولتش تثبتلي ندمك وتطلقني من عدنان
نشأت باندفاع وبصدق
التزمت الصمت للحظات في دهشة بسيطة قبل أن تهتف بعدم تصديق وحدة
_ مش مصدقاك ولا مصدقاه .. عدنان عمره ما حبني ولو قالك كدا يبقى كان بيخدعك عشان تبعد عن طريقه
كان على وشك أن يجيب عليها لكنها أسرعت وهتفت هي تمنعه من استرسال الحديث
انزلت الهاتف من فوق أذنيه وأغلقت الاتصال ثم ألقت به فوق الفراش وهي ترفع أناملها تخللهم بين خصلات شعرها في محاولات بائسة منها حتى لا تبكي وعندما التفتت بجسدها للخلف رأته يقف عند الباب يستند بكتفه عليه عاقدا ذراعيه أمام صدره .. أدركت أنه سمع كل حديثها فرمقته باشمئزاز وهتفت في ڠضب
لوى عدنان فمه ومصمص شفتيه بهدوء مريب ثم انتصب في وقفته وابتعد عن الباب واغلقه بحرص شديد حتى لا تخرج أصواتهم لأذن صغيرتهم بالخارج ثم الټفت لها وتقدم إليها في خطوات ثابتة وهادئة تماما حتى أصبح في مقابلتها مباشرة وهتف بصوت رجولي غليظ وخاڤت
_ إنتي عايزة تطلقي ليه !!
استنكرت سؤاله وضحكت ثم هتفت ساخرة
أجابها بثبات انفعالي يحسد عليه
_ ويعني هي كلمة بحبك اللي هتخليكي تنسي الطلاق ده !!!
كان يعرف ردها قبل أن يسأل السؤال وبالفعل طالت نظرتها إليه بصمت حتى قالت بقسۏة وعناد
_ لا
بدا صوته أكثر وداعة لكن ازدادت صلابة نظراته إليها وهو يجيب عليها
_ طيب امال عايزة إيه بظبط !
جلنار بسخرية وقوة تليق بها
_ أكيد مش بعد ده كله هقولك أنا عايزة إيه .. المفروض تعرف وحدك بس هيفيد بإيه حتى لو عرفت خلاص فات الآوان
مرت من جانبه وهمت بالانصراف لكنه قبض على ذراعها ليوقفها واقترب منها ثانية ثم تمتم في صوت رخيم
_ وفات الآوان ليه !
_ عشان مهما عملت ياعدنان هفضل مصممة على الانفصال برضوا
استفزته بشدة جملتها لكنه نجح في تمالك أعصابه وانحنى على وجهها يهتف بحدة
_ وانتي مهما تعملي أنا برضوا هفضل رافض الانفصال
صاحت به مستاءة في غيظ
_ ليه عايزة افهم ليه .. طالما مش بتحبني مش عايز تطلقني ليه
قابل انفعالها وصياحها عليه بالصمت والجمود في الملامح وهو يقف كالصنم التي لا حياة فيه وهي تستمر في التحديق به وبعيناه تبحث عن ثغرة تنفي كلامها لربما تفسر سبب رفضه لتركها ولكنها لم ترى سوى ثلوج المشاعر وانعدامها .. لم ترى اي من الكره أو الحب فقط الجمود الذي ينجح به في كل مرة بمهارة .
ادمعت عيناها وردت عليه مغلوبة على أمرها
_ مش بترد ! .. اقولك أنا ليه .. عشان أناني ومتجبر
انتظرت أن تقابل ردة
________________________________________
فعل منه ولكنه لا يزال يقف كما هو بنفس السكون فهزت رأسها باستهزاء واستدارت وسارت مغادرة الغرفة بأكملها .
بمدينة كاليفورنيا .......
كان يجلس على مقعده أمام مكتبه بغرفته الخاص به في الشركة وتجلس نادين على المقعد المقابل للمكتب وهي تتفحص بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل .. فرفع هو رأسه ونظر لها متمتما
_ أنا حجزت الطيارة لمصر على بكرا .. جهزي نفسك
رمقته