الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 134 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


فين يابابي 
نظرت جلنار لابنتها وتمتمت بلؤم متصنعة البراءة 
_ هنون احنا مش لما نكون تعبانين بنفضل في البيت لغاية ما نخف 
_ أيوة 
_طيب ياحبيبتي بابي تعبان وعايز يروح الشغل .. ينفع كدا ! 
اقتربت الصغيرة من أبيها وتشبثت بقدمه متمتمة برجاء وهي تنظر له بنظرات مستعطفة 

_ مش تروح الشغل يابابي عشان خطړي خاطري .. كدا إنت هتتعب وتروح الدكتور تاني 
لم يتمكن من التفريط بها وبنظراتها التي تأثره أثر فانحنى عليها وحملها فوق ذراعيه لاثما وجنتها بحنو ثم رفع نظره لجلنار فرآها تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها وترمقه بابتسامة نصر عض على شفاه بغيظ وبعيناه يتوعد لها بينما هنا عندما لم تحصل منه على أجوبة عادت تسأل من جديد بلطافة 
_ مش هتروح صح 
لحظات من الصمت وهو يستمر بالتحديق في جلنار التي تضحك بتشفي ثم عاد بنظره إلى صغيرته وكان على وشك أن ينفي سؤالها لكنه خر مستسلما أمام نظراتها ولم يتمكن من رد طلبها فتنهد مغلوب على أمره وهو يوميء لها بالإيجاب .. فصاحت هنا بسعادة وهي تتعلق برقبته هاتفة 
_ هييييه بحبك أوي يابابي 
_ وأنا كمان بحبك ياروح بابي 
اتسعت ابتسامة جلنار وقالت بثقة ونظرات متعمدة بها استفزازه 
_ أنا هروح احضر الفطار .. وإنت غير هدومك يا أبو هنا يلا 
تابعها بعيناه وهي تستدير وتنصرف زفر بصوت مسموع ونظر لابنته وتمتم بعدم حيلة شبه مبتسما 
_ والله ما في حد تاعبني غير أمك .. آخ منها 
لم تفهم ما قصده فاكتفت بضحكتها الخاڤتة دون أن تفهم لتتسع ابتسامة بحب على ضحكتها ! .
في تمام الساعة الرابعة عصرا دوى صوت رنين الباب فاستقام عدنان الذي كان يشاهد التلفاز اتجه نحو الباب ليفتح .. أمسك بالمقبض واداره ثم جذب الباب إليه فقابل أمامه كل من أخيه وأمه التي عانقته بقوة فور رؤيتها له وتمتمت بحب واهتمام حقيقي 
_ عامل إيه ياحبيبي .. مقدرتش مجيش اشوفك 
رفع نظره لآدم يرمقه معاتبا لأنه جلبها فرفع آدم كتفيه بعدم حيلة بينما عدنان فملس على ظهر أمه بلطف هامسا 
_ أنا كويس ياماما الحمدلله متقلقيش 
ابتعدت عنه أسمهان وهتفت بضيق واضح وملحوظ 
_ بقى كدا متجيش تقعد معايا جمبي وتقعد هنا 
عدنان بابتسامة متصنعة 
_ مش وقته الكلام ده ياماما 
لوت فمها بخنق ثم دخلت ولحق بها آدم الذي انحنى على أذن عدنان وهمس 
_ اعمل إيه صممت تيجي معايا لما عرفت إني جايلك 
رتب على كتفه أخيه باسما 
_ طيب ادخل خلاص .. ربنا يستر ومتحصلش مشاكل عشان أنا مش ناقص 
خرجت الصغيرة هنا من غرفتها وفور رؤيتها لجدتها ركضت عليها تعانقها واستقبلتها أسمهان بحرارة وحب بينما جلنار فوقفت على بعد خطوات منها وتمتمت بابتسامة صفراء 
_ أهلا يا أسمهان هانم 
رمقتها بقرف وغل وكانت على وشك أن تجيب عليها لولا وصول أبنائها فتحركت وجلست على المقعد بجوار عدنان وهتفت تسأله باهتمام 
_ بتاخد علاجك يا حبيبي 
_ أيوة الحمدلله
كان رده هادئا تماما ثم استكملت هي بترقب لرده 
_ تعالى اقعد معايا في البيت يابني عشان اكون مطمنة عليك
مسح عدنان على وجهه وتمتم بأعين دافئة 
_ أنا مرتاح هنا ياماما 
كانت جلنار تتابع حديثهم بنظرات مغتاظة تلك المرأة الخبيثة لا يعجبها بقائه معها وتريد أخذه معها .. قد فهمت الآن سبب زيارتها المغلفة بإطار الحب والاهتمام .
استقامت جلنار واقفة متمتمة وهي توجه حديثها لآدم بود 
_ تشرب إيه يا آدم 
هز رأسه بالنفي في ابتسامة صافية فالتفتت ناحية أسمهان وقبل أن تسألها ردت عليها بقرف 
_ مش عايزة 
اشتعلت عيني جلنار وهي تتطلع بها فسمعت عدنان وهو يهتف بنظرات بها بعض الحزم واللين بذات اللحظة 
_ جلنار أنا عايز مايه لو سمحتي 
رفعت نظرها عن أسمهان ورمقته بهدوء وهي تهز رأسها بالموافقة وتسير باتجاه المطبخ .. لحظة من الصمت مرت حتى بدأ عدنان وآدم يتبادلون الأحاديث فيما بينهم وبقت هي تتابعهم بصمت ثم وقفت دون أن يشعروا بها وذهبت لجلنار بالمطبخ .
كانت جلنار تقف تستند بظهرها على المطبخ وقدماها تهتز پعنف من فرط الغيظ حتى رأت أسمهان وهي تدخل عليها .. فاعتدلت في وقفتها وطالعتها بقوة بينما أسمهان فهتفت پحقد 
_ أنا فاهمة كويس أوي اللي بتحاولي تعمليه بس أنا لا يمكن اسيبلك ابني 
لم تجيب عليها واستمرت في النظر إليها بصمت وازدراء حتى تقدمت أسمهان نحوها أكثر وأصبحت أمامها مباشرة وتمتمت 
_ رغم إنك عارفة إن ابني مش بيحبك وإنه ماخدك وسيلة للإنجاب مش اكتر لسا موجودة معاه وده يثبت حاجة واحدة بس إنك بلا كرامة وكل همك الفلوس .. بعد ما أبوكي طبعا خسر شغله وبقى على عتبة الأفلاس حاطة عينك على فلوس ابني دلوقتي
خرجت
 

133  134  135 

انت في الصفحة 134 من 275 صفحات