الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

انت في الصفحة 129 من 275 صفحات

موقع أيام نيوز


إلى الرقم أربعة وكان على وشك أن ينطق بالأخير لولا أنه هتف مسرعا بصوت مضطرب 
_ فريدة هانم 
لم يندهش بل على العكس تماما ابتسم بنظرات مريبة ثم سأل بترقب 
_فريدة بس 
اماء له الرجل بإيجاب وهو يهتف 
_ أيوة هي اللي طلبت مني اقتل اخو سيادتك وادتني عربون مقدم وقالتلي بعد العملية ما تتم هتديني الباقي

مسح على وجهه وهو يضحك بشكل غريب يكاد ينفجر الآن ودمائه تغلي في عروقه بغل لا يكفيها خيانتها بل وتتآمر على قټله .. اقسم أنه لن يدعها تفر بفعلتها هذه دون عقاپ .
استدار واندفع إلى خارج المكان كله وهو عبارة عن جمرة متوهجة من النيران .. وأثناء مروره بجانب الرجال هتف يلقي عليهم تعليماته وهو مستمر بالسير 
_ اعملوا معاه الواجب قبل ما تسلموه للبوليس
في صباح اليوم التالي .....
خرجت مهرة من منزلها وتسير في طريقها إلى عملها ككل يوم غير منتبهة للعيون التي تراقبها پغضب من بعيد .. تتوعد لها وتعد الخطط الشيطانية للنيل منها .
نكزته بدرية في كتفه بعدما لاحظت انشغاله بالتركيز على خطوات مهرة وقالت ضاحكة بسخرية 
_ جرا يا ولا هي اللي ما تتسمى دي عجباك ولا إيه 
ريشا بابتسامة ماكرة 
_ لا يا خالة .. بس ليا حساب لازم ولابد اصفيه معاها اصلها فردت نفسها أوي عليا ونست أنا مين 
بدرية بضحكة حماسية 
_ عملت إيه ياولا احكيلي 
لم يجيب عليها وظلت عيناه ثابتة على اللاشيء امامه
بتفكير حتى نظر إلى بدرية وهتف بخبث وهو يغمز لها 
_ بقولك إيه ياخالة .. عايز منك خدمة صغيرة كدا 
بدرية بلؤم مماثل له 
_تخص بنت رمضان 
اماء لها برأسه في عين تنبع بالأفكار الشيطانية فابتسمت هي وردت عليه بنبرة حاقدة ومستمتعة 
_ عنيا ليك .. ده إنت ابن الغالية
خرج من الحمام الملحق بغرفته وقد ارتدى ملابسه كلها أسرعت إليه ووقفت أمامه تهتف باستياء بسيط 
_ عدنان إنت لسا تعبان ومينفعش تطلع من المستشفى .. الدكتور قالك إن حالتك بقت كويسة الحمدلله بس كمان قال لو هتخرج من المستشفى يبقى لازم يكون في اهتمام في البيت وترتاح تماما والأفضل كمان إنك تكون هنا تحت رعاية الدكاترة 
عدنان بإصرار 
_ قولتلك أنا كويس يا جلنار .. وبعدين أنا مبحبش المستشفيات ولا

________________________________________
جو الدكاترة ده وإنتي عارفة ده يعني في بيتي هرتاح اكتر 
جلنار بعصبية شديدة 
_ اشك إنك هترتاح الصراحة .. لازم يكون في اهتمام بنوعية الأكل وبعلاجك وكمان راحتك التامة وإنت في البيت مش هتلتزم بأي حاجة من دول 
أجابها بمداعبة وهو يغلق ازرار قميصه العلوية بابتسامة لعوب 
_ طيب ما إنتي موجودة وهتهتمي بيا أنا واثق
تجمدت معالم وجهها وطالعته بعينان تطلق علامات استفهام في عدم فهم ثم رفعت سبابتها تشير لنفسها بحيرة 
_ أنا !!! 
_ أيوة إنتي ! 
جلنار بتعجب ملحوظ في نبرتها ونظرتها 
_ طيب ما أنا مش هكون موجودة .. إنت هتروح تقعد مع مامتك في البيت ! 
انتهى من زر ازراره قميصه وغمز لها بمشاكسة 
_ مين اللي قال كدا .. أنا هقضى فترة تكملة علاجي مع رمانتي وبنتي 
لحظات أخرى مرت من السكون التام المهيمن عليها .. لكن هذه المرة كانت تتطلع إليه بذهول فخرج صوتها بازدراء وعدم تصديق 
_ يعني إنت هتسيب فريدة وتقعد معايا أنا !!!
اختفت الابتسامة من على وجهه فور ذكرها لاسم فريدة وتحول من المرح والمشاكسة إلى الحزم وهو يجيب عليها 
_ خلينا في موضوعنا افضل .. لو خلصتي وجهزتي يلا بينا 
استدار وسار مبتعدا عنها فهرولت خلفه وامسكت بذراعه تديره إليها وتهدر بجدية واستغراب 
_ استنى هنا .. إنت امبارح تقولي أنا مش عايز جلنار القديمة وبتتصرف بطريقة غريبة من امبارح وبليل تعالي نامي جمبي عشان مش هترتاحي على الكنبة ودلوقتي هقعد معاكي إنتي .. هو في إيه بظبط !! 
ضيق عيناه باستغراب مزيف ورد بكل بساطة وهدوء أعصاب 
_ مفيش حاجة إنتي شايفة إن تصرفاتي غريبة لكن في الواقع هي طبيعية جدا 
ضحكت بصوت عالي وردت عليه مستهزئة بانفعال 
_ لا والله طبيعية !! .. ولما هي طبيعية مكنتش بتتصرف معايا من بدري زي كدا ليه ! 
_ إنتي غاوية نكد على الصبح يعني ! 
احتدمت نبرتها بشدة ولا تعرف لماذا شعرت بوغزة ألم في قلبها فردت عليه بثبات وقوة 
_ لو بتعمل كل ده عشان تخدعني وتخليني أتراجع وانسى موضوع الطلاق فبلاش منه احسن لإني لسا عند قراري وقريب أوي هوكل محامي عشان نبدأ في الإجراءات 
خرج عن إطار هدوئه المزيف وصاح بها منفعلا پغضب هادر 
_ محامي وطلاق إيه ده على الصبح اللي طب في دماغك .. وبعدين احنا مش هنخلص من الزفت الطلاق ده !! أنا صبري ليه حدود
غامت
 

128  129  130 

انت في الصفحة 129 من 275 صفحات