رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
للتو حتى خرج صوته غير منظما من أثر الصدمة
_ ح .. حاډث إزاي يعني !! .... طيب .. طيب أنا جاي يا سمير سلام
انهي الاتصال دون أن يسمع رده عليه حتى وكان سينبهه بألا يخبر أمه أو زوجته لكنه لم ينتظر ليسمع أي شيء .. القى بالهاتف وشرع فورا في ارتداء ملابسه متلهفا وبدأ قلبه يطرق كالمطرقة من الزعر على أخيه وفي ظرف دقيقتين انتهى من ارتداء ملابسه وجذب هاتفه واندفع إلى خارج المنزل شبه ركضا مستقلا بسيارته وانطلق بها بسرعة البرق .
رفع نظره له وبمجرد ما رأى معالم وجه آدم التي فرت منها الډماء رد عليه بهدوء ليطمئنه
_ أهدى متقلقش هو دخل العمليات من حوالي تلت ساعة
_ حصل إزاي الحاډث ده !
زم شفتيه بجهل ورد عليه بتنهيدة حارة
_ حاډث سير عربية نقل خبطت في عربيته .. حالته كانت صعبة جدا لما وصل المستشفى
_ وهو فين الي كان سايق العربية دي !
_ نزل من العربية وهرب ومعرفوش يمسكوه بس البوليس بدأ يبحث عنه دلوقتي
استند بظهره على الحائط وانحنى بجزعة للأمام ماسحا على وجهه پخوف ملحوظ فرتب سمير على كتفه متمتما في شيء من بث الطمأنينة لنفسه
ردد آدم بتنهيدة حارة وصوت ينبع من صميم قلبه
_ يااارب .. يارب
مرت ساعة وأكثر وهو لم يتصل ولم يصل حتى الآن !! .. تمسك بهاتفها منذ ساعة كاملة وتجوب الصالة إيابا وذهابا وعيناها معلقة على ساعة الحائط وتدعو ربها أن ما تعتقده يكون خاطئا لكن صوت الاصطدام والضجة التي ارتفعت في الهاتف لا تزال تصدع في رأسها كالرعد .. بينما هنا فكانت جالسة على الأريكة تتابع أمها بنظرات عادية لكنها متعجبة من حالة أمها .. حتى سمعتها تهتف بقلق وهي تهز رأسها بالنفي
رفعت هاتفها الذي بيدها واجرت اتصال بآدم .. وضعت الهاتف على أذنها تستمتع للرنين في انتظار الرد منه .
استمر آدم في التحديق في الهاتف وفي اسم جلنار الذي ينير الشاشة كلها يفكر مترددا أيجيب أم لا .. لا يعرف سبب اتصالها ولكن يبدو أنها عرفت شيء .. بقى على هذا الوضع للحظات حتى انتهى الرنين لحظة وعاد الرنين يصدع مرة أخرى فتنهد بعدم حيلة واجاب عليها بصوت خاڤت
ردت عليه بصوت مزعور وخائڤ
_ آدم .. عدنان تلفونه مغلق من ساعة .. كان بيكلمنا وفجأة سمعت صوت اصطدام ودوشة عالية والخط فصل ومن ساعتها موصلش وتلفونه مقفول
أخذ نفسا متأففا بأسى وقد أدرك أن لا مفر من الكذب عليها خصوصا بعد ما قالته فلو حاول الكذب لن تصدقه .. أردف بنبرة مبحوحة
_ عدنان في المستشفى ياجلنار
لجمت الدهشة لسانها رغم أنها كانت متوقعة هذا لكن سماعها للحقيقة كان أصعب .. تمالكت أعصابها وردت بصوت مضطرب وشبه متلعثم
_ مستشفى .. إيه
اخبرها باسم المستشفى وأستكمل حديثه بسرعة في جدية
_ بس متجي .......
توقف عن الكلام عندما سمع صوت صافرة اغلاق الخط لم تنتظر وأغلقت الاتصال فورا .. أصدر تأففا مسموعا وهو يمسح على وجهه ! .
دقائق قصيرة وكانت قد انتهت من ارتداء ملابسها وتجهيز ابنتها وكل هذا تحاول الصمود بقوة وعدم إظهار أي شيء وقفت أمام صغيرتها وانحنت عليها هامسة
_ هنون ياحبيبتي .. أنا هروح مشوار ضروري وهوديكي تقعدي عند خالتو انتصار واول ما اخلص هرجع اخدك .. اتفقنا
هنا بعبوس طفولي
_ وبابي فين
تمالكت نفسها وقالت بابتسامة رسمتها بمهارة على شفتيها
_ بابي كمان جاله مشوار مهم وأنا كلمته وقالي إنه هيتأخر وقالي كمان بوسيلي هنا لغاية لما ارجع وقوليلها متزعلش
انهت كلماتها وطبعت قبلة عميقة على وجنتها متمتمة بنظرات حانية
_ خلاص بقى مش هنزعل صح !
اماءت لها بالموافقة في ابتسامة طفولية جميلة فاستقامت جلنار واقفة وسارا معا للخارج .. استقلوا بسيارتها واتجهت أولا إلى منزل الخالة انتصار حتى تترك لديها هنا ثم عادت مرة أخرى في طريق المستشفى .
تجوب في كل الغرفة .. تبحث بكل مكان تقع عيناها