رواية قلوب مقيدة بالعشق بقلم زيزي محمد
أمتى قولت إن أنا أقدر أبعد عنك أنتي قاعدة هنا ومربعة
ليقول بتوبيخ عبيطة فاكرني هابعد عنك بالساهل
نظرت له بلؤم قائلة بس هو أنت أصلا وقعت مع واحد أهبل افرض كنت وقعت مع واحد بنفس شخصيتك وكرزميتك مين كان هاينتصر
ابتعد أنشا واحدا عنها ثم قال بمكر كنا هانتقاتل مع بعض
ثم استكمل حديثة بغرور مع أني متأكد أن مفيش حد زي أنا واحد وبس فارس الرشيدي واحد وبس
صمتت برهة تتأمل ملامحه في مشهد من المؤكد أنه لا يتكرر ثانية بنفس الهدوء سواء كان هدوء المكان حولهم أو هدوء مشاعرهم كانت تلك الموسيقى التي زينت مشهدهم ووصلت بهم لأرقى أنواع الرومانسية والحبهتفت بصوت يتملكه بحة غريبة بعدما مررت عيناها فوق ملامحه التي مازالت تحرك مشاعر تتدفق بداخلها كشلالات المياه العذبة فتترك بداخلها صفاء لا يعرف مذاقه إلا العاشقين فقط
كتمت ضحكاتها وهي تقول بعتاب بسيط على طول بتبوظ لحظاتنا الرومانسية
في اليوم التالي
دلفت خديجة غرفتهم تخرج ثيابها من دولابها بعجالة رفعت بصرها ترمق الساعة المعلقة فوق الحائط اتسعت عيناها پصدمة عندما وجدت نفسها تأخرت على معادها مع ندى ويارا جلبت ثيابها واتجهت صوب المرحاض بخطوات واسعة مدت يدها نحو المقبض افتتح الباب فجأة فاصطدمت بجسد عمار أرسلت له ابتسامة سريعة قائلة أوع يا عمار تأخرت
ضيقت عينها تسأله بعجالة يعني أنت متعرفش!!
قلدها وهو يهتف بلؤم لا
مدت يدها الفارغة تبعده عن طريقها قائلة لا بجد بطل هزار أنا ما صدقت سكت إيلين وسيف وأقنعتهم يقعدوا مع ماما
قائلا دي فرصة عظيمة على فكرة إيلين وسيف مش موجودين حاجة عظيمة جدا نستغلها بقى
قاطعها مستفهما مايو إيه!!! لا طبعا مش ها
يحصل!
جعدت جبينها قائلة ليه دي لسه صغيرة وعادي تلبس مايوو
هتف بنبرة تحذيرية خديجة أنا بنتي مش عرضة عاوزه تلبس مايو تمام في حاجات متقفلة متجبيش حاجات تبين جسمها وبعدين لو كبرت وتعودت أنها تداري جسمها هاتكبر كده أما بقى لو كبرت تلبس حاجات تبين جسمها كل حاجة تبقى بالنسبالها عادي
هز رأسه مؤكدا ليقول بعصبية آه وماله تعيشه وأنا أول واحد هاخليها تعيش سنها وتفرح وأنا مش قولتلك تقولي لها كلامي لا حضرتك المفروض تختاري حاجة مقفولة متبينش جسمها إيلين بتكبر جيبي لها حاجة مناسبة ليها وقولي لها بصي جيبالك حاجة تجنن صدقيني هاتفرح به آويوياريت مش عاوز اي نقاش ولو جبتيه وشوفته ومش عجباني ايلين مش هاتلبسه
تحركت بغير هدى بغرفتها وهي تتحدث في الهاتف بنبرة مرتفعة غير عابئة لأي شيء لقد طفح الكيل بها من تصرفاته وحديثة البارد استمعت لصوته المرتفع قائلا بنبرة تحذيرية مريم صوتك ميعلاش
هتفت بعصبية مماثلة له لا هايعلى يا عمرو إيه البرود اللي أنت فيه ده!!
ضغط فوق حروف حديثه ليقول بغيظ متقوليلش كلمة برود دي إيه قصدك إن أنا بارد
هزت رأسها وكأنها أمامه لتقول آه أنت بارد
عم الصمت في الاتصال حتى هتف عمرو يسألها پغضب أنتي بتشتميني بتقوليلي يا بارد بټشتمي جوزك!
_ لسة مبقتش جوزي!
_ تمام كده آخر كلام عندك يا مريم
هتفت بتحد آه أخر كلام
لو جبتها معاك الرحلة يا عمرو اعتبر أن كل شيء انتهى وتطلقني ليك حرية الاختيار سلام
أغلقت الهاتف دون أن تستمع لرده قبضت بيدها الصغيرة فوق هاتفها وكأنها تقبض على مخاوفها وهواجسها تلك الهواجس التي بدأت في السيطرة
على عقلها ورسم سيناريوهات ستحرق روحها أن تحققت هبطت دموعها بغزارة فوق صفحات وجههاالټفت برأسها نحو والدها عندما استمعت لصوته وبعدين معاكي يا مريم
مسحت دموعها بباطن يدها قائلة بنبرة مرتعشة تصور يا بابا عاوز يجبها معانا الرحلة ويقعد يهتم بيها قدامي ويقضي معها وقته وأنا أتحرق دي مش صداقة أبدا يا بابا
جلس بجانبها وحاول تهدئتها حبيبتي أي كان اللي بينهم متتعصبيش آوي كده أنتي اللي بقيالي أنتي عاوزه يجرالك حاجة من كتر عياطك
همست پخوف وهي تنظر أمامها هو ممكن فعلا يكون بيخوني!!
استشعر خۏفها وقلقها فقرر بداخله أن يضع حد لذلك الموضوع لا عمرو بيحبك وهو أكيد هايشتري خاطرك أنتي
همست بتمني قائلة يارب علشان لو مشتراش خاطري بجد وقتها كل حاجة هاتتهدم
زفر بعصبية قائلا بغيظ لا أخلص يا فارس أصل والله أرزعه في الحيطة
الټفت فارس حول نفسه يبحث بعينيه في أرجاء المطبخ متمتما بكلمات غير مفهومه حتى صاح بصوت مرتفع ونبرة تحمل الراحة أخيرا لقيتهابتركب أزاي دي يارا قالت بتركب أزاي
تشنج جسد مالك بعصبية من الصغير عندما بدأ ېصرخ باكيا ويتحرك بعصبية بين يد مالك الممسكة به بقوة رمقه مالك باستغراب في إيه يابني بټعيط ليه كده!
زفر فارس أخيرا بارتياح وتقدم من مالك وهو يحرك الزجاجة التي تحتوي على طعام الصغير بسرعة
كبيرة قائلا أهو يا أنس الرضعة أهي اقعد ساكت
ابتعد الصغير برأسه للخلف رافضا حديث والده وكأنه يفهمه رفع مالك أحد حاجبيه وهتف بضيق أنت ياله عمال ټعيط وقارفنا في الأخر مش عاوز تاخد اللبن آمال عاوز إيه
وضع فارس الزجاجة بعصبية بالغة فوق الطاولة أنا زهقت آمال بيعيط ليه
تعلقت عيون الصغير بندى الجالسة أرضا تأكل الحلوى حول مالك بصره نحو النقطة التي ينظر الصغير لها فصاح متفهما فارس ده عاوز الشكولاتة والشبيسي اللي مع ندى
رمقه فارس بغيظ أنت عيل طفس ياض
ضحك مالك قائلا ندى حبيبتي ممكن تجيب الشبيسي والشوكولاتة دي لانس علشان بيعيط آوي وأنا هاجبلك تاني
رفعت الصغيرة عينيها تنظر لوالدها ثم قالت ماسي ماشي
ابتسم مالك بفخر فقال فارس مصطنعا البكاء ليه ياربي معنديش بنوته قمر كده أحسن من الزنان ده
ارتفعت ضحكات مالك تقدم صوب الأريكة وضع أنس برفق ثم جلب جميع الحلوى وأعطاها للصغير فابتسم أنس بسعادة والتمعت عيونه نحو تلك الأشياء التي تحرمها والدته عليه جلس فارس بجانبه قائلا بضيق يعني لازم ماجي هانم تصر تخرجهم انهارده ما كنا نجيب احنا الطلبات دي!
_ لا هو غلط من يارا يا فارس أنها سابت انس وهي عارفة ابنها على أيه
ابتسم فارس ساخرا لا أزاي مش ندى مراتك سابت بنتك ليه مكنش آب ايجايبي وزيك وأتولى مسؤولية ابني
اخرج تنهيدة قوية من صدره ثم أكمل بتهكم أنا نفسي معرفش أتولى مسؤولية نفسي
حرك مالك رأسه نافيا لا أنا ندى لو مبتقعدش ساكتة مكنتش سبتها
_ دادي
حول مالك بصره نحوها وجدها تشير نحو الصغير وتحاول اعتداله بلهفة قطب مالك ما بين حاجبيه وهو يحاول فهم حركتها تلك ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه إلى الذعر صاحبه نبرة خاڤتة تحمل جميع معاني الخۏف صدرت من أب يرى أمامه مشهد لابنه يحاول فيه التقاط أنفاسه وعيون جاحظة تستنجد بأي شيء
_ أنس
حروف اسم ولده خرجت من شفتاه بصعوبة ثم بعدها ثقل الهواء الذي يخرج من ثغره وارتعشت يداه وهو يحمل ولده يحاول إسعافه وعقله يحاول ترجمة ما يحدث في هذا الواقع الاليم اما قلبه ينتفض بړعب لرؤية ولده على هذا النحو
يتبع
بقلم زيزي محمد
الفصل الرابع نوفيلا ترنيمة غرام فصول تكميلية لقلوب مقيدة بالعشق
نظر للبحر و أمواجه بشرود تام ذهنه يرفض نسيان أو تخطي تلك اللحظة التي رأى بها ابنه في هذه الحالة المريبة اختطفت انفاسه وهوى قلبه من شدة خوفه تذكر وقتها فزعة مالك وسرعة تفكيره بعمل إسعافات أولوية حتى يستطيع أنس التنفس وبعد محاولات اخرج الصغيرة قطعة من الشبيسي من فمه واستطاع أخيرا التقاط انفاسه بعد حرب طويلة يجهل التعامل بها أما هو فاستغرب حاله أين عقله!! شل عقله تقريبا وبقي شيئا واحد يتردد بداخله هو أنستذكر عناقه الطويل لأنس
تخبره بإهماله اتجاه صغيرهم!!! استغرب موقفها وهجومها حينها قرر الاحتفاظ بحزنه وضيقه دون أن يتفوه بأي كلمة معطيا لها مساحتها الكاملة حتى تعود لرشدها وتقوم بمراضاته
في الاتجاه المقابل له جلست ماجي بجانب يارا قائلة بغيظ واضح أنتي يا متخلفه سايبة
جوزك قاعد لوحده ليه!!
رفعت أنفها رافضة توبيخ والدتها لتقول ما يقعد أنا زعلانة منه ده مفكرش يراضيني
زمت ماجي شفتيها بضيق قائلة بصي يا يارا غباء مش عاوزه أنتي لما حكتيلي أنا وقتها سكت ليه بقى علشان طبيعي أي أم بتسمع اللي حصل لابنها قلبها هايوجعها وتتخيل حاجات صعبة بس خلاص ده مكتوب ومقدر لابنك يحصله كده كلامك بقى اللي قولتيه لجوزك كله غلط
حولت وجهها اتجاه والدتها وقررت شن هجومها غلط!! بالعكس هو ده الصح ماما فارس لازم يفوق ويتحمل مسؤولية أنس وېخاف عليه فارس مهمل آوي من ناحية أنس وبيعامله بطريقة مش عجباني
_ على فكرة أنتي لو متظبطيش معرفش هاعمل فيكي إيه!! أنا ساكتلك من بدري واللي شايلني عنك ماما
الټفت بجسدها صوب مالك قائلة بضيق انتوا كلكوا عليا بقى !
هز رأسه مؤكدا حديثه يكمل توبيخها آه علشان أنتي فعلا عصبتيني يومها هجومك لما جيتي من بره وعرفتي كلامك عن إهماله وصل إنك شككتي في حبه لأنس أنا استغربتك وقتها يا يارا انتوا المفروض بتحبوا بعض بس الواضح انه بيحبك أكتر بدليل انه سكت ومش أحرجك قدامنا رغم أنا لو مكانه كنت رزعتك في الحيطة
وقفت تتحدث بدهشة أنا قولتله انه مبيحبش أنس
_ أنتي قولتي وقتها كلام كتير غلط واتعصبتي من غير أي حاجة رغم ان هو اللي شاف منظر أنس يارا أنا أول مرة أشوف فارس كده حرفيا كنت حساس انه هايجراله حاجه حتى بعد ما أنس عرف يتنفس كويس تيجي أنتي بقى بكل بجاحة تسمعيه كلامك ده
حولت بصرها نحو زوجها وجدته يتجاهل النظر إليها أكملت والدتها حديثها وبعدين يابنتي ممكن كان كله يحصل وأنتي قاعدة لوحدك مع ابنك ده شيء وارد فارس بقى هايقول آه أصل أنتي مهملة مفتكرش
ترقرقت الدموع بعيناها لتقول بصوت مبحوح يعني أنا بقى اللي بقيت وحشه