رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
أنت متعرفيش. دا بيحب ..
اخرسي يا كلب البحر يا بتاعت الجاز أنت بحب مين يا عنيا..
سما.. بيحب سما يا جنة..
هذا كان صوت ريتال التي كانت تلعق المثلجات باستمتاع غير منتبهه لتلك القنبلة التي ألقتها في التو فتسمر مروان مصډوما بما سمعه فصاحت جنة معترضة
ايه دا معقول.. سما . ملقتش إلا سما وتحبها يا مروان..
فاندفعت حلا غاضبة
قامت جنة بإرسال غمزة خبيثة إلي حلا فهدأت الأخرى و تابعت جنة حديثها إذ قالت بتقريع
بقي ملقتش إلا البت المصديه الي شبه البومه دي عشان تحبها..
هنا اهتاج مروان و قام بجذب ريتال من فوق كتفيه و القائها پعنف علي مقدمة السيارة قائلا باعتذار
ثم وجه حديثه الغاضب الى جنة
لا بقي.. انا ساكتلك من الصبح. هي مين دي الي مصديه و بومه يا كلب البحر أنت .. اي نعم هي كئيبه و نكديه بس مسمحلكيش تغلطي فيها انا بس الي اقول عنها كدا..
انهى كلماته و قد فطن للتو الى حقيقة اندفاعه في الدفاع عنها ولكن قد فات الأوان فانطلقت الضحكات حوله وقالت جنة بمكر
و تابعت حلا تقريعها حين قالت بسخرية
لا و قال أنا اللى زي الهبلة بحكيله على كل حاجة. اتفضلي البيه بيخبي عليا..
تدخلت ريتال قائله ببراءة
والله قولتله مينفعش تخبي علي حلا ولا جنة دول أصحابك. قولتلي استني لما اشوف ردها الأول..
شهقت حلا وقالت پصدمة
ايه دا انت فاتحتها في الموضوع من غير ما اعرف
اروح منك فين ڤضحاني في كل حته. مبتستريش عليا أبدا..
تستر علي مين دا اسماعيليه كلها هتعرف النهاردة.. اتفضل جاوب
كان هذا حديث جنة الذي جعله يطلق الهواء المكتوم بصدره دفعة واحدة قبل أن يقول باختصار
مفيش حاجه تتحكي انا لمحتلها وخلاص..
أوشكت حلا علي الحديث فصاح غاضبا
و بالفعل قام بإيصال جنة التي ما أن وصلت إلي مزرعتهم حتي تفاجئت من مشهد الدخان الذي يلون سماءها و ما أن همت بالذهاب لمعرفة الأمر فإذا بها تجد يد قويه تطوق خصرها و أخرى تكمم فاهها و صوتا خاڤتا يتسلل إلي أذنيها بوعيد ذو نبرة رقيقة
حلت نهاية الأسبوع و قد كان الجميع يتأهب لتلك الزيارة التي ستضع النقاط فوق الحروف. و أخيرا وصلت السيارات أمام منزل عبد الحميد الذي كان ينتظرهم علي باب القصر ولكنه تفاجئ بكل تلك السيارات التي كانت تحمل ما لذ و طاب أكثر بكثير مما كان يتوقع و قد شاع في البلد بأكملها بأن ابنه عائلة عمران سوف تتزوج بابن أخ صفوت الوزان مدير أمن المنيا لا يعرف كيف تسرب الخبر ولم يكن هو من سربه فشعر بشيء يحاك من خلف ظهره ولكنه أتقن إخفاء شكوكه و قام بالترحيب بضيوفه قائلا بصوت جهوري
يا مرحب. يا مرحب.. شرفتونا و نورتونا ..
نيرة بأهلها يا حاج عبد الحميد..
هكذا أجابه صفوت ليقول عبد الحميد بمزاح
تسلم يا صفوت بيه.. بس مكنش له لزوم تكلفوا نفسيكوا أكده..
تدخل سالم قائلا بمكر
كل واحد بيجيب قيمته يا عمده. وبعدين احنا جبنا علي قد ما هناخد. ولا انت بخيل..
قهقه عبد الحميد قبل أن يقول بمزاح
عارفين انك تجيل يا سالم بيه . وقيمتك اكبر بكتير. و انت بردك عارف كرمنا ازاي.. اتفضلوا..
بالفعل دخل الجميع الى البيت الكبير ونقلت الهدايا الي داخل المنزل وسط نظرات ذهول من الفلاحين فلأول مرة يروا زيارة بمثل هذا الحجم و كأنها إحدى المعونات التي تبعث للدول المعډومة. فقد أتقن سالم لعبته كثيرا للحد الذي جعل
عبد الحميد يشك فيما يحدث حوله و خاصة نظرات سالم التي كانت تحمل الكثير و قد صح ظنه حين سمع صفوت الذي قال بوقار
يا حاج عبد الحميد احنا جينا النهاردة عشان نطلب ايد بنتي فرح لابني سالم قولت ايه
برقت أعين جميع الموجودين من حديث صفوت الذي كان كدلو من الماء سقط فوق رأس عبد الحميد الذي قال بذهول
مش دا اتفاجنا جبل سابج يا صفوت بيه. احنا كان كلامنا كله علي چنة .
صفوت بمجاملة
ماهو احنا بصراحه يا حاج عبد الحميد ملقناش احسن من نسبكوا و قلنا ناخد الأختين. انتوا تشرفوا اي حد..
كانت محاولة جيدة منه لإحراج عبد الحميد الذي تأكدت ظنونه الآن و قد حمد ربه كثيرا حين جنب حفيده تلك المقابلة فهو يعلم بأنه لو كان موجودا لاحتراق المكان بأكمله ولكنه آثر استخدام الحكمة حين قال
تسلم يا صفوت بيه.. واني على عيني ارفض طلبكوا. بس البنته مخطوبة..
هنا تدخل سالم الذي قال بفظاظة
و