رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
لو سيبتيني اسقيه من حبي الشوك اللي مغروس جواه هيطرح ورد. كل وردة منهم عليها اسمي. اسم سليم. بس وقتها تيجي تقوليلي. اتفقنا
نجح وبجدارة في زلزلة جميع حواسها و اخترقت كلماته شئ ما بأعماق قلبها الذي تصدعت تربته من فرط الألم و اصبحت مرتعا للصبار الذي كانت أشواكه تنغز بداخلها بدون رحمة و كأنه كان يراها من الداخل بوضوح ولكنها و بالرغم من حلاوة كلماته أصبحت شخص مصاپ بداء الحذر يتحسس من الوعود التي في العادة تكن عبارة عن خيبات مؤجلة
كله كلام و وعود وانا مضيعنيش غير اني صدقتهم قبل كدا.
بنبرة فظة خاطبها
بلاش تبقي جبانة يا جنة .. انا مابكرهش في حياتي قدهم..
تشدقت ساخرة
يبقي من النهاردة اعتبرني منهم و اكرهني..
سليم بجفاء
والعقل راح فين
لوى فمه وأجاب بامتعاض
معدش في ايده حيلة..
لأول مرة تبتسم علي مظهره و الامتعاض الباد علي محياه فلفتت قلبه بسمتها مما جعله يقول بعبث
كدا خدت اللي أنا عايزه خلاص .
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
يعني ايه مفهمتش
سليم بمزاح قلما يظهر عليه
استنادا على مقولة عمرو دياب ضحكت يعني قلبها مال يبقي خلاص انا كده في السليم..
دمك مش خفيف فياريت متهزرش تاني..
كان يود لو يقهقه بقوة علي حديثها ولكنها اكتفي بتكشيرة مفتعلة ظهرت علي ملامحه و احتدت نبرته حين قال
معلش مجبرة تتحمليني. نصيبك بقي هتعملي ايه
عايزة امشي..
زفرت پغضب و برقت عينيها من ثباته و نبرته الحادة التي تنافي نظراته الصافية فالتفتت إلي الجهة الأخرى تنوي اللجوء إلي خصام طفولي معه مما جعله يقول بتهكم
فعلا ربنا يكفينا شړ حركات العيال الصغيرة لما تيجي من ناس كبيرة..
التفتت پغضب فوجدته ينظر أمامه بلامبالاة فهبت من مكانها وقد نجح في إثارة ڠضبها بحق فقالت بتحدي كبير
وصل إلى مبتغاه معها فلانت ملامحه و تعمقت نظراته التي كانت تحاصرها بعناق لم تطاله ذراعيه و اشتهاه قلبه كثيرا و قد نجحت عينيه في إيصال شعوره إليها بشكل كبير فشعرت برجفة قوية ټضرب عمودها الفقري و خاصة حين رأته يقف أمامها بشموخ ناصبا عوده الفارع و عينيه مازالت تحاصرها بنظرات عاشقة تنافت مع كلماته حين باغتها قائلا
كلماته أسقطت فاهها من شدة الصدمة فخرجت الكلام منها مذهولا
نعم!!
لوى فمه ساخرا وهو يعبث بهاتفه قائلا
لا متاخديش في بالك..
حيوان..
هكذا تحدثت بعدما عادت بذاكرتها إلى الوقت الحالي فهذا الرجل يثير حنقها و ڠضبها بشكل كبير و لهذا عدلت من خطتها في الإتصال به و قامت بإجراء مكالمة أخرى وأخذت تنتظر حتي جاءها الرد من الطرف الآخر
اهلا يا جلابة المصاېب..
جنة پغضب
والله انا ما شفت المصاېب غير لما عرفتكوا
قهقه مروان بخفة علي حديثها قائلا
أنت واحدة الفقر و النحس بيجروا وراك وماضيين معاك عقد هتجبيها فينا..
جنة بحسرة
لا في دي عندك حق.. المهم كنت عايزة منك خدمة
مروان بتهكم
استر ياللي بتستر. خير عايزة تقلعي عيني التانيه ولا حاجه
نجح في جعلها تتجاوب معه في المزاح فابتسمت حين تذكرت مشهده و تلك اللكمة التي طالت عينه اليسرى فجعلتها زرقاء قاتمة فكان مظهره مثيرا للضحك فلم تتمالك نفسها إذ خرجت منها قهقهه ناعمة جعلته يقول بعبث
شوف ياخي الضحكة الي تجيب ارتجاج في النافوخ دي. وانا اقول الواد سليم البغل دا وقع علي بوزه ازاي. بقولك أنت ضحكتي قدامه الضحكه دي قبل كدا
جنة بانفعال لم تستطيع التحكم به
لا طبعا هو انا بطيق اتكلم معاه اصلا عشان اضحكله..
مروان بعبث
حلو عشان اغيظه براحتي..
جنة بنفاذ صبر
بقولك اي هتسمعني ولا اقفل مش عايزة من وشك حاجه..
مروان بجدية
عيب عليك دا سؤال بردو. اتنيلي اطلبي ..
شرعت جنة تسرد له ما تريده منه وما أن أنهت كلماتها حتي قال مروان بحماس
أوبا دي كدا ولعت عالآخر..
جنة بتوسل
مروان انا طلبت منك الطلب دا عشان واثقه فيك
مروان بمزاح
يازين ما اخترتي..
جنة بتأفف
مروااان
مروان بجدية
عيب عليك خلصانه بعمود خرسانه.. هو انا اقدر اتأخر ع القمر بردو
قال جملته الأخيرة بعبث استوقف سليم الذي كان يمر من أمام الغرف فوجد ذلك الذي يقف مرتكزا علي سور الدرج اقترب منه حين سمع جملته الأخيرة فاستفهم قائلا بخشونة
بتكلم مين يا مروان
مروان بصراحة فجة
بكلم مراتك ..
لم يكد ينهي جملته حتي اسكتته لكمه قوية من يد سليم الذي لم يتمالك
نفسه فكانت من نصيب عينيه اليمنى مما جعله ېصرخ قائلا
اااه.. عينااي ..
وعلى الطرف الآخر كانت لا تزال جنة تستمع إلى ما يحدث وحين سمعت صراخه خرجت شهقة قوية من جوفها اتبعتها القول پصدمة
يالهوي طير عينه التانيه..
ولكن فاجأها صوته