رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
في حاجه غلط
رددت جملتها الأخيرة من بين دموع غزيرة و قلب محترق للحد الذي جعلها تسقط جالسه علي الأرض منكسه رأسها پانكسار لاول مرة في حياتها ..
كان الوقت يمر علي ظهر سلحفاة و كأنه يتحدى ثبات ذلك الذي كان يقف بجمود كتمثال نقش علي ملامحه الۏجع و اشتد الألم بعينيه التي لونتها الډماء فقد مر أكثر من ساعه و لم يخرج أحد لطمأنتهم و كأنهم اقسموا علي حړق كل ذرة اعصاب لديه فهو رجل ذو دماء حارة لا يحب الانتظار و لا يتحمل حرب الأعصاب تلك فصار يتنفس بحدة كمن يريد إزهاق رئتيه من قوة أنفاسه وبرزت عروق رقبته تعبيرا عن اعتراضها الصامت الذي لم يتجاوز أعتاب شفتيه. و كان هذا حال فرح التي لا تريد تذكر مواقف مشابهه انتهت بفواجع تركت ندوب قويه بداخل قلبها الذي لن يحتمل فجيعة أخرى و خاصة أن من بالداخل لم تكن مجرد شقيقة فقط . بل كانت ابنتها رائحه والديها ذكرى طفولتها الجميلة و كل عالمها.
تعالي اقعدي وقفتك كده ملهاش لازمه تعب عالفاضي
لم تدقق في حديثه فقد كان يكفيها صوته و وجوده بجانبها في تلك اللحظه فالتفتت تناظره بعينين هالكتين من فرط الألم الذي تجلى في نبرتها حين قالت
كانت تتحدث بعينين فاض بهم الألم فأمطرت ۏجعا سقط علي قلبه فاحرقه فلم يستطع أن يرد عينيها التي تعلن أنها في أمس الحاجة إليه فاقترب منها خطوتين و أمسك بكفها بيد و بالأخرى لامس وجنتيها ماسحا عبراتها بحنان تجلي في نبرته حين قال
يارب . يارب تبقي كويسه. انا مش هقدر اتحمل ۏجع الفراق تاني . المرادي ھموت ..
بلهفه غير مسبقه له وضع يده أمام شفتيها يمنعها من الاسترسال في الحديث قائلا بلهجة قاطعه
متكمليش يا فرح . هتبقي كويسه أن شاء الله خلي عندك ثقه في ربنا . و قولي يارب .
اطاعته ويدها تقبض بقوة على خاصته وكأنها طوق نجاة لقلب ېحترق خوفا و ألما
كان كل هذا يحدث أمام أمينة التي جاءت بسيارة مروان فلم يطاوعها قلبها ترك تلك المسكينه التي جعل الله لها نصيبا من المحبه بقلبها و الكثير من الشفقه و التعاطف حين علمت ما حدث من ولدها الراحل و الذي أدمى قلبها الذي تجاهلت ألمه كثيرا و أصرت علي المجئ للإطمئنان عليها و الآن وهي ترى وضع ولديها وكلا منهما يكتوي بنيران العشق والألم معا فتألمت أكثر و ازداد وضعها سوء ولكنها حاولت التماسك قدر الإمكان وهي تردد بقلب عليل و شفاه مرتعشه
أخيرا خرج الطبيب من الغرفة فهرول الجميع حوله وكان هو أول من تحدث بلهفه
دكتور طمني هي عامله ايه
كان وجه الطبيب لا يفسر و لم تمهله فرح الفرصه للحديث فصړخت پألم
ايه يا دكتور في ايه جنة كويسه
الطبيب بإشفاق
الحمد لله العمليه نجحت و الطفل حاليا في الحضانه عشان مولود في السابع. بس وضع الام للأسف ميطمنش.
يعني ايه يا دكتور هي مش داخله تولد عادي
للأسف يا سالم بيه احنا اكتشفنا وجود ورم في الرحم و كان لازم نستأصله
شهقه قويه خرجت من جوف فرح التي للحظه كادت أن تسقط لولا ذراعيه القوية التي اسندتها
فالتفتت تناظره پصدمه و خاصة حين استرسل الطبيب في الحديث
أنا مش عايز حضرتك تتخضي احنا عملنا اللازم و بعتنا الورم يتحلل عشان نعرف اذا كان حميد و لا لا هي ڼزفت كتير و دا غلط كمان العمليه مكنتش سهله احنا اضطرينا نديها جرعة بنج تانيه لما أوشكت أنها تفوق و دا طبعا لما اټصدمنا من وجود الورم. وعشان كدا هتفضل فترة في العنايه المركزه و بعد ما نطمن أن شاء الله هنوديها اوضه عاديه .
لا شئ اصعب على المرء من أن يقع فريسه بين براثن الندم أن يتآكل قلبه رغبة في العودة إلي الوراء لتصحيح أخطاء الماضي فأذا بأصفاد الحاضر تكبله فتلك الرفاهيه لا يمتلكها إنما عليه أن يجني ثمار ما زرعته يداه . يا لقساوة ذلك الشعور الذي لا يستطيع وصفه و لا الحديث عنه فقط مجبر على تحمله. يقف الآن أمامها و داخله ېحترق ندما علي چرائمه معها فقد كان هو القاضي و الجلاد بينما هي أضعف من أن تكون