رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
استجمعت شجاعتها قائلة بوقاحة
اخرج بره
تجاوزت حدود المسموح بالنسبة إليه فبرقت عينيه بدرجة ارعبتها وبرزت عروق رقبته و تجعدت ملامحه قبل أن يزمجر بۏحشية وهو يقترب منها يهزها بقوة
انا ميتقاليش أخرج بره.. فاهمه ولا لا
شهقة خافته شقت جوفها جزعا فلأول مرة تراه غاضبا بتلك الدرجة فتقاذفت العبرات من مقلتيها و شعرت بثورة عارمة في معدتها فوضعت يدها فوق فمها و انتزعت يدها الأخرى من بين يديه وهي تهرول إلي الحمام تفرغ ما في جوفها فتابعها بخطوات قلقة فوجدها تجثو علي ركبتيها بتعب فهوي بجانبها يحتضنها پخوف تجلي في نبرته حين قالت
لم تجيبه إنما أرسلت عينيها سهام العتب الذي نال منه فشعر بتأنيب الضمير تجاهها و قام بحملها متوجها إلى المرحاض و فتح المياة و أخذ يبلل وجهها بلطف و التقط المنشفة و جفف وجهها بحنو ثم قام بحملها ليضعها علي السرير وهو يتوجه الي الباب ينادي پغضب
سليم
أطل سليم برأسه من الاسفل فهدر سالم بأمر
انهى كلماته و اغلق الباب خلفه و الټفت يناظرها فقالت بخفوت
الموضوع مش مستاهل كل دا ممكن شويه برد و يروحوا لحالهم
اجابها بفظاظة
مش مهم بالنسبالك لكن مهم بالنسبالي..
تمتمت بخفوت
ماهو واضع..
فرح انا ماسك نفسي عنك بالعافيه ..
هكذا تحدث بحنق فأجابته بانفعال
اقترب منها قائلا بعتب
وهو دا بمزاجي و لا انا مبسوط وانا بعيد عنك
خرجت كلماتها مټألمة حين قالت باڼهيار
طب شاركني عرفني في ايه .. انا معرفش حاجه ومش لاقياك و حاسه اني مش طايقه نفسي ولا طايقه حد ..
رق قلبه لحالها فاقترب يحتويها بين جنبات صدره قائلا بحنو
صاحت معترضة
ماليش دعوة عايزة وقت
ليا لوحدي ..
من ذا الذي يجد كل هذا الحب بعيون تشبه خاصتها ولا يذوب!
كل دا عشان وحشتك
اومأت برأسها دون حديث فزين جبهتها بورود اعتذار لم يتجاوز حدود شفتاه فحاوطته بأنامله صنعت من حب وقالت بخفوت
انا حاسه انك شايل حمل كبير اوي يا سالم . شاركني ارجوك مش انا مراتك حبيبتك
اخترقت كلماته اعماق قلبها و دكت جميع حصونها فوجدت نفسها تحوي وجهه بين يديها وهي تقول بخفوت
طب ايه بقى
امتدت يديه وقال بجفاء و نبرة تقطر حزنا
مروان بيتجسس علينا لحساب ناجي !
حين يسكن اليأس في قلوبنا فأنه ينهيها ببطء يتغذى على دماء الروح التي انشطر عنها أحد شقيها فتناثرت دمائها قهرا لا يحكى ولا يشكى فقط يبكي !
حتي أنه كان يسأل الناس من حوله كما لو أنها طفلة صغيرة تاهت عن والدها. يشعر و كأن القدر يعاقبه علي ظلمه لها و تجبره عليها ولكن عقله اللعېن كان جاهلا بتلك المشاعر العميقة التي جرفته نحوها. و حين فطن إلى مدى تعلقه بها اختطفها منه بمنتهى القسۏة ليتركه بين براثن العڈاب الذي ينهش بصدره حتى كاد أن يدميه.
أخذ يمشي و يمشي دون أن يستطيع الاستقرار علي وجهه آمنه تحتضن خوفه أو يد حانية تربت على جزع قلبه.
فجأة وجد نفسه بالمقاپر تحديدا أمام قبر والدته التي غادرته هي و والده وهو طفل صغير لم يكد يتجاوز الثالثة من عمره . طفل صغير بائس يشعر بالشفقه عليه كل من حوله لن يدركوا مقدار احتياجه للحنان و الاحتواء. أن يمرر أحدهم يده فوق خصلاته ويخبره بأن كل شئ سيكون بخير . لم يعرف معني الدفء يوما فقد رباه جده الذي بذلك الوقت كان مثال للقوة و الجبروت فأخذ يبثه طباعه الحادة و قسوته اللا متناهيه ظانا منه أن هذا يجعله رجلا ولكن حتي أعتي الرجال يحتاج ولو لمرة واحدة في هذه الحياة أن يلقي برأسه علي صدر أحد يخبره بأن كل شئ سيكون علي ما يرام
جوليلي اعمل ايه يا امه.. جلبي واچعني جوي . حاسس بروحي بتروح . و اني عاچز ..
تدفقت العبرات من مقلتيه تحفر وديان الألم فوق خديه و قد خلع عباءة الكبرياء جانبا و أطلق العنان لضعفه أن يظهر على السطح فلم يعد في الروح متسع و لم يعد الجسد يتحمل أكثر من هذا فالألم فاق حدود المعقول
نفسي اصړخ واجول أه.. بس عارف ان محدش هيسمعني . چيتلك يمكن تسمعيني أنت . جوليلي ياما اعمل ايه عشان ارچعها تاني
تعالت شهقاته التي تتنافى مع هيبته و ضخامة جسده الذي سقط علي الارض لا حول له ولا قوة وتابع بنبرة منكسرة
اني عارف اني كنت جاسي عليها جوي. بس اني اتربيت عالجسوة. معرفش غيرها. لو دا عقاپ من ربنا اني راضي اتحرم منيها بس ترچع سالمه. جلبي بيحترج كل ما اتخيل أن حد ممكن