رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المغذية و طمأنهم بأنه عندما يستيقظ في اليوم التالي سيكون بخير و بالفعل فهو استيقظ منذ لحظات بعد ليله عصيبة قضاها غارق في هلوسات لم تفهم منها شئ ولكن يبدو اليوم وكأنه استعاد وعيه ولكن هل يتذكر شئ مما حدث البارحة
الساعه كام
هكذا تحدث بصوت متحشرج فأجابته بنبرة قائمة مختصرة
اتناشر ونص..
وضع يديه فوق جبهته فقد كان الصداع و كأنه يقيم احتفالا صاخبا برأسه ف أراحها علي الوسادة أسفله وهو يقول بخشونة
ارتفع أحدي حاجبيها قبل أن تقول باختصار وهي تجلب ادويته
تخيل !
شعر بخطب ما في لهجتها و عينيها التي بدت جامدة
ف احتار ماذا حدث ولكن حيرته لم تدم فقد استعاد بعضا من ذاكرته ل مشاهد بدت مشوشة و لكن هناك جملة استقرت في قلبه لم يستطيع نسيانها وهي تتوسله قائلة
بلاش يا ياسين متخلينيش اكرهك..
يالا عشان تفطر و تاخد دواك .
هكذا تحدثت وعيناها تنظران في كل الأماكن ما عداه ففطن إلى مقدار ڠضبها منه فقال بلهجة خشنة
مش هتفطري معايا
لا مش جعانه ..
هكذا أجابته باختصار فقال بفظاظة
اركني الفطار و هاتي الدوا
مينفعش . لازم تفطر عشان تعرف تاخد الدوا . انت بقالك يومين مكلتش ..
كان اهتماما يغلفه الڠضب مما جعله يقع فريسة بين أنياب الندم لما كان علي وشك أن يفعله بها ولكن حالته الصحية و النفسية كانت في اقسي درجات السوء
مانا مش هفطر لوحدي. و طبعا مش هقدر انزل افطر معاهم تحت عشان تعبان .
حركات العيال الصغيرة دي مابحبهاش.. اتفضل يلا عشان تفطر ..
تفاجئت حين قام بحمل الصينيه و وضعها علي الجانب الآخر من السرير و مد يديه إليها قائلا بخفوت
تعالي ..
تعثرت نبضات قلبها وهي تري دعوته التي جاءت بطريقة مربكة ف عينيه كانت تحمل نظرات خاصة هل كانت اعتذار لا تعلم ولكن لهجته دغدغت مشاعرها وخاصة حين أردف بخشونة
حاولت التحلي بشجاعتها قدر الإمكان و قامت بالجلوس علي جانب السرير علي مسافة منه ف لون الامتعاض ملامحه و قام بالتململ في نومته و حاول الاعتدال وهو يمد يديه لتعديل الوسادة خلفه حين سمعت صوته العابث وهو يقول
لازم اضحك عليك عشان تقربي يعني! مينفعش تيجي من نفسك..
ياسين لو سمحت سيبني !
مش قبل ما نتكلم.
قول اللي عندك..
هكذا تحدثت بجفاء يتخلله الارتباك جراء قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت
مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه . بصيلي ..
زفرت پغضب كان ستارا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة
ممكن تسبني لو سمحت .
اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدا
انا أسف .. حقك عليا ..
معرفش عملت كده ازاي. بس انا كنت في أسوأ حالاتي . حسيت جوايا ڼار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل..
لم تكن يوما ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ .. متحشرجة خاطبها
اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني .. و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاك ..
الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثا زوبعة أخرى من المشاعر
لسه زعلانه مني
لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة
عينيك بتقول انك لسه زعلانه . وانا مقدرش علي زعلهم .
ممكن اصالحهم
كان استفهاما يضعها في مأزق فهي تشتهي قربه دون أن تعلن عن ذلك . تريد الحفاظ علي كبريائها أمامه وبنفس اللحظة ټموت شوقا أمام عينيه التي أسرتها وهكذا اشتعلت حرب الكبرياء و الشوق و لكن خرج الأخير منتصرا فانفلتت الحروف من بين شفتيها بنبرة تكاد تكون مسموعه
ممكن..
التي تتفجر بداخله حين يصبح قريب منها أخذ يقربها منه اكثر و يديه تحتويها بقوة بينما واصل قطف ثمار ثغرها ب نهم مانعا حتى ذرات الهواء من المرور الي رئتيها التي كادت أن ټنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت ب أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على