رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
و قررت أن تذهب معه حتي النهايه إذ قالت بخفوت
اصل انت مكنتش فاضي . و محبتش اشغلك بحاجات تافهه..
اشغليني بعد كدا..
قالها آمرا فحاولت قمع إبتسامة أضاءت عينيها في تلك اللحظة فالتفتت تناظره بخجل تجلي في نبرتها حين قالت
افرض كان عندك شغل أو
هفضي نفسك حتى لو ورايا ايه. مش هيكون اهم منك..
كان تصريحا تاقت إلى سماعه بالرغم من يقينها من أنه لن يتأخر و لو ثانيه لتلبية ندائها ولكنها كانت تشتاق لسماع ذلك دون أن تخبره ذلك صراحة.
و على فكرة بقبل الهدايا و بمۏت في الرشاوي..
التفتت تناظره پصدمه تجلت علي محياها بوضوح مما جعله يتراجع إلي الخلف يستند برأسه وهو يحاول قمع ضحكته بصعوبه حين اتاه صوتها المصډوم وهي تقول
ضيق عينيه وهو يقول بنبرة متهكمة بينما عينيه ترسلان نظرات عابثه
يعني مثلا انا بحب كيك البرتقال اوى. وياسلام لو كان من ايديك الحلوة دي. يبقي كيك بالبرتقال والعسل . و تستغليني بقي . يعني معلومه كده . معلومة كدا. هقر علي طول..
أدارت وجهها إلى الجهة الأخرى غير قادرة على النظر إلى وجهه فهي تعلم ماذا يقصد و علي الرغم من ذلك فقد كانت لكلماته مفعول السحر على قلبها الذي أخذ يدق پعنف جعل الډماء تتدفق بقوة في سائر جسدها الذي شعر هو برجفته فقام بالتشديد من قبضته الممسكة بكفها وهو يقول بجانب أذنيها
انكمشت ملامحها بحيرة تجلت في نبرتها حين قالت
تقصد ايه
كانت عينيه تحمل العبث بينما أجابها بنبرة هادئة
احنا طايرين بقالنا ربع ساعه..
شهقة كادت أن تفلت من بين شفتيها حين وصل إلي عقلها المغزى وراء حديثه فهذا الماكر أخذ يتلاعب بالكلمات حتى يشغلها عن إقلاع الطائرة الذي تخشاه . فتعاظم الحنق بداخلها من مكره فهي تعلم بأنه كان مستمتعا ب ارباكها لذا قالت بجفاء
أطلق تنهيدة قوية من أعماقه وهو يقول بتحسر
هو طول مانت ورايا هشوف النوم
بأقدام مرتعشة دلفت إلى الغرفة التي كانت معبأة برائحة المۏت حتى أن جدرانها كانت باهتة تشبه بهوت معالمها التي لونها الذعر فهي بحياتها لم تر شخص فارق الحياة أبدا و كم كانت تخشى رؤية الچثث حتى في العروض السينمائية كانت تدير رأسها و لكن كما يقولون الحب يفعل المستحيل . فهي لم تستطيع البقاء في الغرفة و تركه في هذه اللحظات العصيبة. و بأمر من قلبها الذي كان له سلطه قويه علي سائر جسدها خطت الي الداخل وحين رأته يجلس منكث الرأس منحني الجزع تبدد كل شعور لديها و حل محله الألم علي رؤيته هكذا و انتحب قلبها تزامنا مع صوت بكائه المكتوم الذي شعرت به فامتدت يدها تلامس كتفه برقة تجلت في نبرتها حين قالت
خيط من السکينة بدأ بالتسرب إلى قلبه رويدا رويدا حين سمع صوتها فقام بإرجاع رأسه للخلف فإذا به يتفاجئ بها سندا لوجعه الذي احتضنته ذراعيها و طوقته بكل ما أوتيت من حب تجلي في نبرتها حين قالت
انا عارفه انك ب تتعذب . الفراق صعب .. صعب اوي. بس افتكر انه دلوقتي مرتاح . مفيش ألم ولا ۏجع.
خرج صوته
متحشرجا حين قال
كان نفسي أودعه آخر مرة شفته كان امبارح الصبح .. قعد يبصلي كتير . كأنه كان بيودعني بس انا مفهمتش.. لو اعرف مكنتش سبته
انخرط قلبها ۏجعا على حديثه الذي ذكرها بمصابهم حتي و إن كان شقيقها سيئا ولكنها كانت تحبه و افتقدت وجوده كثيرا . ولكنها لم تفصح عما يدور بداخلها بل قامت بتمرير يدها علي ذراعيه بحركات دائريه صعودا على كتفيه في محاولة لتهدئه عضلاته المتشنجة وهي تقول بصوتا عذب
محدش يعرف الغيب غير ربنا .. وانت كنت دايما جنبه مسبتوش أبدا. و دا عمره . ادعيله بالرحمة..
خرجت الكلمات معذبة من فمه حين قال
ربنا يرحمك يا بابا
تزاحمت الذكريات بقلبها فخرجت علي هيئة أنهار جرت علي خديها فقامت بالانحناء و احتضان رأسه بذراعيها وهي تقول بهمس بجانب أذنه
عندي فكرة حلوة. ايه رأيك اجيب المصحف و نقعد نقرأ قرآن جنبه لحد ما ييجي معاد الغسل..
كانت قريبه منه لا بجسدها فقط بل بقلبها .. حتي أنه شعر بروحه تعانق روحها في تلك اللحظة فقامت يديه باحتضان يديها